وقال وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن قافلة مكونة من 30 شاحنة تعرضت لاعتداء من مستوطنين رشقوها بالحجارة شمال غربي القطاع، ما أدى إلى أضرار مادية في 4 شاحنات وتوقف القافلة عن التقدم لفترات زمنية مختلفة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا".
وأضاف المومني أن "التساهل الإسرائيلي في التعامل مع هذه الاعتداءات يهدد سلامة السائقين ويعوق وصول المساعدات، ما يشكل خرقاً واضحاً للاتفاقيات الدولية"، مشيراً إلى أن قافلة أخرى تعرضت لهجوم مماثل الأحد الماضي، ما اضطر شاحنتين إلى العودة إلى الأراضي الأردنية.
وأشار إلى أن الإجراءات الإسرائيلية المعرقلة تتضمن فرض جمارك مستحدثة، وتفتيشاً مفتوح المدة، وحصر عمليات العبور بساعات العمل الرسمية، ما أدى إلى تمديد زمن رحلة القوافل من ساعتين إلى أكثر من 36 ساعة. كما شدد على أن الإنزالات الجوية، التي ينفذها الأردن بالتعاون مع دول أخرى، "لا تشكل بديلاً كافياً عن الإمدادات البرية".
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن في وقت سابق أن 853 شاحنة فقط دخلت القطاع خلال عشرة أيام، من أصل نحو 6 آلاف شاحنة مطلوبة لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، مشيراً إلى أن إسرائيل، رغم سماحها نظرياً بدخول تلك المساعدات، تسهّل سرقتها عبر المستوطنين، وتوفر لهم الحماية.
يأتي ذلك في وقت حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، مؤكداً أن القطاع يواجه وضعاً إنسانياً "غير مسبوق من حيث الجوع واليأس".
وترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية".
وخلّفت الإبادة، أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.