وذكرت القناة أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت البلدة بعشرات العناصر، وأطلقت النار باتجاه الأهالي من دون أن يسفر ذلك عن أي أضرار بشرية"، مضيفة أن التوغل أدى إلى حالة من التوتر في المنطقة.
وجاء هذا التوغل بعد يوم واحد من عملية مشابهة نفذتها قوات الاحتلال في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وهي الثالثة من نوعها خلال شهر أغسطس/آب الجاري.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار التوتر بين سوريا وإسرائيل، في ظل ما تصفه دمشق بانتهاكات إسرائيلية متكررة للسيادة السورية.
من جهتها، ذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية السورية اليوم الاثنين أن دمشق تستنكر بشدة ما وصفته "بالتوغل العسكري" الإسرائيلي في ريف دمشق، وجاء في البيان أن "هذا التصعيد الخطير يعد تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين، ويجسد مجدداً النهج العدواني الذي تنتهجه سلطات الاحتلال (إسرائيل)".
وأضاف بيان: "تجدد (الوزارة) دعوتها إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية واتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لردع سلطات الاحتلال عن ممارساتها العدوانية، وضمان مساءلتها وفقاً لأحكام القانون الدولي".
وتؤكد الحكومة السورية التزامها اتفاقية فصل القوات الموقعة مع إسرائيل عام 1974، في حين أعلنت تل أبيب انهيار الاتفاقية عقب سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024.
ورغم أن الحكومة السورية الجديدة، التي تسلمت السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2024، لم تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل، فإن الأخيرة واصلت عمليات التوغل والضربات الجوية داخل الأراضي السورية، التي أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع وآليات تابعة للجيش السوري.
وفي السياق نفسه، اتهم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إسرائيل بخرق اتفاق فصل القوات وقرارات مجلس الأمن، عبر إقامة مراكز استخبارية ونقاط عسكرية في مناطق محظورة، معتبراً أن هذه التحركات تصب في إطار مشروع "توسعي وتقسيمي".
وفي كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة، قال الشيباني، إن الانتهاكات الإسرائيلية تهدف إلى "تمزيق النسيج الوطني السوري، وإشعال الفتن الطائفية، وتحويل الجولان المحتل إلى قاعدة لضم مزيد من الأراضي"، مشدداً على أن سوريا "ستبقى عصية على التقسيم".
ومنذ 7 أشهر تحتل إسرائيل جبل الشيخ وشريطاً أمنياً بعرض 15 كيلومتراً في بعض المناطق جنوبي سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة المحتلة.
وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة برأس النظام المخلوع بشار الأسد، أواخر 2024، ووسعت رقعة احتلالها.