ووفق مصادر طبية وشهود عيان، استهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل وتجمعات لمدنيين فلسطينيين ومنتظري مساعدات، إضافة إلى صيادين.
وفي حي الدرج شرقي مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلة إثر غارة من مروحية على مبنى يضم نازحين، فيما أصيب آخرون بقصف استهدف شقة في مبنى مقابل مستشفى الشفاء غربي المدينة.
وفي غرب غزة، استشهد الصياد إسماعيل كمال صلاح وأصيب شقيقه بنيران الزوارق الحربية الإسرائيلية في أثناء عملهما على مركب صغير.
وفي شرق المدينة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المنازل والمباني باستخدام روبوتات مفخخة في حيي الزيتون والصبرة، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي، ضمن استمرار العدوان منذ نحو أسبوع.
أما في وسط القطاع، فقد استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون باستهداف الطيران المروحي الإسرائيلي لشقة سكنية في مخيم النصيرات، كما استشهد 3 فلسطينيين في بلوك 3 بمخيم البريج جراء استهداف مسيرة تابعة للاحتلال لتجمع مدنيين.
كما أصيب عدد من المدنيين من منتظري المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
"سياسة تجويع متعمدة"
في سياق متصل، قالت منظمة العفو الدولية إن إسرائيل تتبع سياسة تجويع "متعمّدة" في غزة، محذرة من أن القطاع على شفا مجاعة وشيكة.
وأكدت المنظمة، بعد مقابلات مع 19 نازحاً وعنصرين من الطواقم الطبية، أن إسرائيل تنفّذ حملة ممنهجة لتدمير الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي للفلسطينيين في القطاع.
وقالت المنظمة: "هذه النتائج المتعمدة تأتي نتيجة لخطط وسياسات إسرائيلية نفذتها خلال الأشهر الـ22 الأخيرة لفرض ظروف معيشية محسوبة تؤدي إلى تدمير جسدي للفلسطينيين في غزة، وهو جزء من الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في القطاع". وكانت منظمة العفو صرحت في أبريل/ نيسان أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية على الهواء مباشرة" في غزة.
كما أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في آب/أغسطس أن "نصف مليون شخص على شفا المجاعة" في قطاع غزة، ويوجد 300 ألف طفل يعيشون خطر سوء التغذية، مع تفاقم الوضع بسبب عدم السماح بدخول ما يكفي من شاحنات المساعدات إلى القطاع.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات بات الفلسطينيون يسمونها "مصايد الموت"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة أممياً.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و944 شهيداً و155 ألفاً و886 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصاً، بينهم 110 أطفال.