وذكرت القناة الـ12 العبرية أن حشوداً غفيرة شاركت في التجمع المركزي لإعادة الأسرى وسط تل أبيب، مساء الأحد، لافتة إلى أن عشرات آلاف يتظاهرون مطالبين بصفقة تبادل تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى حتى لو أدى ذلك إلى وقف الحرب.
وأوضحت القناة أنه رغم تحريض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأعضاء ائتلافه على المتظاهرين، تزايدت أعدادهم بشكل تدريجي هذا المساء.
وبدأ، صباح الأحد، إضراب شامل دعت إليه عائلات الأسرى وقتلى جيش الاحتلال في قطاع غزة، شمل تعطيل مرافق حيوية وشركات كبرى، احتجاجاً على ما وصفته بـ"تجاهل السلطات لمعاناة الرهائن وذويهم".
وشارك وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي المُقال يوآف غالانت، في الإضراب العام، وألقى كلمة في ساحة المخطوفين (الأسرى)، قال فيها إن "تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة ممكن فقط عبر طريق واحد".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن غالانت قوله: "يمكن وضروري تحقيق هدفَي الحرب المتبقيين، لكن ذلك يجري بطريقة واحدة فقط"، موضحاً أن هذه الطريقة تتمثل في "إعادة المختطفين (الأسرى) أولاً، ثم استبدال حكومة حماس"، على حد قوله، وأضاف: "إذا تصرفنا بخلاف ذلك، فلن نستعيد أياً من الرهائن".
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وانضمت مئات الشركات الخاصة والبلديات والمنظمات في أنحاء البلاد إلى الإضراب، كما تعطلت الكثير من خطوط المواصلات، أبرزها خطوط القطارات، في أنحاء البلاد، ما سبب ازدحامات سير خانقة، وفق إعلام عبري.
اعتقال العشرات
في المقابل، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية،الأحد، 38 متظاهراً في مناطق متفرقة من أنحاء إسرائيل، خلال مشاركتهم بفعاليات الإضراب.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة، إن الشرطة "اعتقلت 38 متظاهراً في أنحاء البلاد، خلال مشاركتهم بفعاليات الإضراب الشامل الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم"، وأوضحت أن الشرطة "قمعت المتظاهرين في القدس وتل أبيب باستخدام خراطيم المياه، بعد محاولتهم إغلاق عدد من الشوارع والأنفاق والجسور".
ونقلت عن الشرطة قولها، إن المتظاهرين "أغلقوا شوارع رئيسية وأشعلوا إطارات وعطلوا حركة السير".
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإفشال مفاوضات صفقة تبادل مع "حماس" لأسباب سياسية تتعلق بعدم تفكيك ائتلاف حكومته وتمسكه بالبقاء في الحكم.
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية جميع وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و944 شهيداً و155 ألفاً و886 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصاً، بينهم 108 أطفال.