جاءت تصريحات لابيد عقب اجتماع أمني استمر 40 دقيقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حضره السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، رومان غوفمان.
وقال لابيد في ختام اللقاء: "أخبرت نتنياهو أن احتلال القطاع فكرة سيئة، ولا يمكن المضي بها دون دعم شعبي واسع، وشعب إسرائيل غير مهتم بهذه الحرب"، وحذّر من أن أي خطوة نحو احتلال القطاع ستؤدي إلى "دفع ثمن باهظ من الأرواح ومن أموال المواطنين"، وفق ما نقلته "القناة 13" العبرية.
يأتي ذلك وسط تصاعد الخلافات داخل إسرائيل بشأن الخطة، التي يدفع نتنياهو نحو تنفيذها، خصوصاً في المناطق التي يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها. في المقابل، يطرح رئيس الأركان إيال زامير، خطة بديلة تشمل "تطويق" مناطق محددة في غزة للضغط على حماس دون الانجرار إلى "أفخاخ استراتيجية"، حسب تعبيره.
في السياق ذاته، نشرت حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل" التي تضم أكثر من 550 مسؤولاً سابقاً في الأجهزة الأمنية والدبلوماسية بياناً، مساء الأربعاء، دعت فيه الحكومة إلى عدم اتخاذ قرار متسرع باحتلال غزة.
وحذرت الحركة من أن "الاحتلال الكامل، حتى لو كان ممكناً، قد يكون بمثابة حكم بالإعدام على المختطفين، ويعرّض الجنود للخطر، وقد يجرّ إسرائيل إلى كارثة سياسية، واجتماعية واقتصادية".
وأكد البيان أن غالبية مواطني إسرائيل يعارضون خطة الاحتلال، وأن الحكومة ترفض مناقشة "بدائل إقليمية ودولية" متاحة.
ودعت الحركة إلى "وقف الحرب، واستعادة المختطفين، وإيجاد بديل لحكم حماس بروح المبادرة المصرية، والدخول في تحالف إقليمي، مع الاستعداد لاحتمال مواجهة حرب ثانية مع إيران".
كانت إسرائيل قد احتلت قطاع غزة بين عامي 1967 و2005. ومؤخراً، انسحبت من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس في الدوحة، وسط تمسك تل أبيب بمواصلة الحرب ورفضها الانسحاب من القطاع، وهو ما تعده حماس شرطاً أساسياً لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ضمن صفقة تبادل.
ومحلياً يواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد قد تُفضي إلى السجن في حال إدانته، كما تطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، الخميس، لمناقشة خطة احتلال مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، في ظل معارضة متزايدة داخل المؤسسة الأمنية.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبَّب في تفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية".
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي 61 ألفاً و158 شهيداً فلسطينياً و151 ألفاً و442 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.