جاء ذلك في تدوينة نشرها بن غفير اليوم الثلاثاء على منصة إكس، في ظل تصاعد الخلاف بين قيادة الجيش ورئاسة الحكومة، الذي وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنه وصل إلى "نقطة الغليان".
وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت مساء الاثنين، إلى قرار نتنياهو إعادة الاحتلال الكامل لغزة، وتوسيع العمليات العسكرية ضد حركة حماس في المناطق التي يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها، بدعم أمريكي.
وأكدت القناة "12" نقلاً عن مسؤولين في مكتب نتنياهو أن القرار قد اتُّخذ، فيما لم يصدر جيش الاحتلال أي تعليق رسمي على هذه التصريحات حتى وقت متأخر من مساء الاثنين.
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال إلغاء حالة الطوارئ القتالية التي كانت سارية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكانت تفرض على الجنود النظاميين البقاء في الاحتياط أربعة أشهر إضافية بعد انتهاء الخدمة النظامية، في خطوة اعتبرتها وسائل الإعلام بمثابة تقليص للقوات النظامية المستخدمة في العملية البرية في غزة، المعروفة باسم "عربات جدعون".
كما تأتي هذه الخطوة في ظل معاناة الجيش من "الإنهاك" ونقص في أعداد المقاتلين.
وتدهور الخلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان بشكل علني، إذ هاجم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، زامير واتهمه بـ"قيادة تمرد وانقلاب عسكري" على خلفية معارضته خطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
جاء هذا الهجوم رداً على دعوات بضرورة تحمل رئيس الوزراء المسؤولية الكاملة عن تبعات العملية العسكرية، رغم معارضة المؤسسة الأمنية.
يذكر أن خطة الاحتلال التي طرحها نتنياهو حظيت بموافقة أمريكية، وأثارت جدلاً واسعاً عقب تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتبر فيها أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 كان "قراراً غير حكيم".
ويُعتقد أن تل أبيب لديها نحو 50 أسيراً في غزة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني في ظروف إنسانية صعبة.
يأتي هذا في سياق استمرار الجيش في تنفيذ عمليات تهجير واسعة للفلسطينيين من مناطق القتال داخل غزة، منذ مايو/أيار الماضي، وسط حالة من التوتر والتصعيد العسكري المستمر في القطاع.
وبدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.