يستعدّ مهرجان البندقية السينمائي يوم الأربعاء لعرض فيلم جديد يسلّط الضوء على استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 أعوام) على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة العام الماضي، وهو عمل أثار اهتماماً واسعاً بعد أن حظي بدعم الممثلين العالميين براد بيت وخواكين فينيكس.
ولم يَغِب ملف غزة عن أجواء المهرجان الإيطالي لعام 2025، إذ تحوّل إلى محور نقاش رئيسي مع خروج آلاف المحتجين نحو بوابات المهرجان يوم السبت الماضي، مردّدين شعارات من بينها: "أوقفوا الإبادة"، كما وجّه نحو ألفَي سينمائي رسالة مفتوحة تطالب إدارة المهرجان بإدانة الحكومة الإسرائيلية، غير أن الدعوة لم تلقَ استجابة رسمية حتى الآن.
ضمن هذه الأجواء، يقدَّم فيلم "صوت هند رجب" بوصفه واحداً من أبرز الأعمال المنتظرة وأكثرها طابعاً سياسياً في سباق المنافسة على الجائزة الكبرى، وذلك في إطار المهرجان الممتد إلى أحد عشر يوماً. العمل من توقيع المخرجة الفرنسية-التونسية كوثر بن هنية، وقد حظي بدعم لافت من بيت وفينيكس، إلى جانب المخرج البريطاني جوناثان غليزر صاحب فيلم "منطقة الاهتمام"، الذين شاركوا جميعاً بصفتهم منتجين تنفيذيين.
وفي تعليقها على الفيلم قبل العرض، قالت بن هنية: "في جوهر هذا العمل أمر شديد البساطة، لكنه قاسٍ حد الاستحالة: لا أستطيع قبول عالم تنادي فيه طفلة طلباً للنجدة، فلا يلبّيها أحد".
كانت رجب قد فرت مع أقاربها من هجوم إسرائيلي على مدينة غزة في يناير/كانون الثاني 2024 عندما تعرضت سيارتهم لإطلاق نار. وبقيت الناجية الوحيدة في السيارة المتضررة، إذ أثارت توسلاتها اليائسة عبر الهاتف للمساعدة -التي سجلتها خدمة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر ونُشرت لاحقاً- موجة غضب دولية، لكن رجب وُجدت لاحقاً مقتولة إلى جانب عاملَين في الهلال الأحمر كانا قد توجّها لإنقاذها.
أعادت بن هنية في الفيلم تسجيلات الهاتف لكنها روت القصة من خلال أعين وآذان شخصيات خيالية من مسعفي الهلال الأحمر.
وقالت: "أحياناً، ما لا تراه يكون أشد تدميراً مما تراه".
وأكد مدير مهرجان البندقية السينمائي ألبرتو باربيرا أن الفيلم سيكون "من بين الأعمال الأشد تأثيراً في الجمهور والنقاد على حد سواء".
أما والدة الطفلة هند رجب، وسام حمادة، فقد عبّرت عن أملها في أن يسهم الفيلم بإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، التي أودت بحياة ما لا يقل عن 63,633 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.
وقالت حمادة، عبر الهاتف من مدينة غزة المدمرة التي تعصف بها المجاعة حيث تعيش مع طفلها الآخر البالغ خمس سنوات: "آمل أن يسهم هذا الفيلم في وقف هذه الحرب المدمرة، وإنقاذ بقية أطفال غزة".
وأضافت بأسى: "لقد تركَنا العالم لنموت، نُجوَّع، نعيش في خوف، ونتعرض للتهجير القسري من دون أن يحرك أحد ساكناً. إنها خيانة كبرى".