وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان على إكس إن "سلاح الجو اعترض طائرتين مسيّرتين في منطقة الجليل الأعلى"، وأوضح أنه جرى تفعيل إنذارات بشأن إطلاق صواريخ وقذائف "خشية تساقط شظايا ناتجة عن عملية الاعتراض". وقبل ذلك بوقت قصير، دوت صفارات الإنذار في منطقة الجليل الأعلى وكريات شمونة شمال إسرائيل.

من جانبها، قالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوّت في منطقة البحر الميت ومستوطنات بالضفة الغربية خشية تسلل مسيّرة، فيما أفاد بيان لجيش الاحتلال بأنه اعترض عدداً من المسيّرات التي أطلقت باتجاه إسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن دفعة سادسة من الصواريخ أُطلقت من إيران استهدفت مناطق واسعة من إسرائيل.

ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان إلى عدم نشر أو مشاركة مواقع وفيديوهات عن أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية. وأضاف في بيان أن "العدو يراقب هذه التوثيقات من أجل تحسين قدراته الهجومية".

خسائر بشرية

وأعلن الإسعاف الإسرائيلي صباح السبت، ارتفاع عدد جرحى هجمات إيران على إسرائيل إلى 172 مصاباً بينهم حالة خطيرة و16 متوسطة بالإضافة إلى 3 قتلى.

وفي وقت سابق، أفادت هيئة البث العبرية بأن إسرائيليين اثنين قُتلا وأصيب 21 آخرون، 3 منهم جراحهم خطيرة، جراء صواريخ إيرانية أصابت عدة مبانٍ في جنوب مدينة تل أبيب (وسط) في موجات القصف الرابعة والخامسة والسادسة. سبق ذلك إصابة 7 إسرائيليين جراء موجة القصف الإيراني الثالثة التي استهدفت وسط إسرائيل.

وكانت القناة 12 العبرية قد أفادت بأن إسرائيلية قُتلت جراء سقوط صاروخ إيراني وسط إسرائيل بموجة القصف الأولى، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأن ما لا يقل عن 63 إسرائيلياً أُصيبوا ونُقلوا إلى عدد من المستشفيات جراء موجتَي القصف الأولى والثانية.

ووفق مصادر محلية، فقد استهدفت دفعة من الصواريخ الإيرانية، في وقت سابق فجر اليوم السبت، مناطق المروج وطبرية شمال إسرائيل، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن انقطاع الكهرباء في أحياء وسط إسرائيل جراء سقوط صواريخ وسط أنباء عن عالقين داخل منازل.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بسماع دوي انفجارات في مناطق واسعة من إسرائيل، بعضها للمرة الأولى في شمال ووسط وجنوب إسرائيل.

دمار كبير وخسائر مادية 

وفي ما يتعلق بالخسائر المادية، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن الهجمة الصاروخية الإيرانية الأخيرة فجر اليوم السبت، دمرت أحد المباني في تل أبيب بشكل كامل.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط صواريخ في تل أبيب وبمواقع عدة شمال إسرائيل، وسماع دوي انفجارات قوية في عديد من التجمعات السكنية وسط إسرائيل.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أيضاً بسقوط صاروخ إيراني بشكل مباشر قرب مقر وزارة الدفاع في تل أبيب.

وأكد قائد شرطة لواء تل أبيب أن ما جرى يمثل حدثاً كبيراً شمل عدداً كبيراً من المواقع، وأن قوات الإنقاذ تحاول الوصول إلى محتجزين داخل ملاجئ مغلقة. وأضاف أن المنطقة تعرضت لعدة أنواع من الصواريخ، وتوجد مبانٍ قد انهارت وأخرى دُمرت فيها طوابق كاملة.

ومن جهتها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن "دماراً غير مسبوق" لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى، حيث تعرضت عشرات المباني والمركبات لأضرار مباشرة بفعل الصواريخ الإيرانية أو شظايا الصواريخ.

وأفادت صحيفة "هآرتس" بتضرر مبنى من 32 طابقاً في تل أبيب بسبب الصواريخ الإيرانية. كما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية إجلاء 300 إسرائيلي تضررت منازلهم في تل أبيب الكبرى.

وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الصواريخ الإيرانية دمرت 9 مبانٍ بشكل كامل في رمات غان وسط إسرائيل، بينما تضررت مئات المباني.

ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان إلى دخول المناطق المحمية والملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر، بعدما دوّت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب ومستوطنات بالضفة الغربية ومئات المواقع الأخرى بإسرائيل في وقت مبكر من فجر اليوم السبت.

إيران تتوعّد

في المقابل، أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني إطلاق "دفعة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية على الكيان الصهيوني، انطلاقاً من طهران وكرمنشاه".

وكشف الحرس الثوري الإيراني عن استخدامه "منظومات وصواريخ ذكية ذات دقة عالية" في "عملية الوعد الصادق 3″، التي أطلقها رداً على الضربات الإسرائيلية الواسعة فجر أمس الجمعة.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني رفيع المستوى قوله: "لن يوجد أي مكان آمن في إسرائيل.. وانتقامنا سيكون مؤلماً.. العدو الصهيوني سيدفع ثمناً باهظاً لقتله قادتنا وعلماءنا وأبناء شعبنا".

ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، سمّته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن هجومه "الاستباقي"، الذي تواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية وعديد من القدرات العسكرية".