ونقلت هآرتس عن مصادر إسرائيلية مطّلعة، قولها إن "المسؤولين السياسيين الإسرائيليين يخشون أن تطرح مصر وقطر مقترحاً لصفقة تبادل جزئية أو تدريجية رغم تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو" عن ضرورة إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة.
وفي وقت سابق السبت قال نتنياهو في بيان لمكتبه إنه لن يوافق على اتفاق مع حركة حماس، إلا بشروط تل أبيب وإطلاق سراح الأسرى "دفعة واحدة"، وشدّد على أن "الاتفاق لا بد أن يأتي بما يتوافق مع المطالب أو الشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب، الممثلة في نزع سلاح الحركة الفلسطينية، ونزع السلاح من غزة".
وأشارت هآرتس إلى أن المقترح المحتمل من مصر وقطر يعتمد على "تفاهمات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتفاهمات الجزئية المتوصَّل إليها بين الطرفين في المفاوضات التي انهارت الشهر الماضي"، بلا مزيد من التفاصيل.
من جانبها ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية السبت، أن الولايات المتحدة "طرحت مسودة جديدة للتوصل إلى حل دائم في قطاع غزة يُطبَّق على مراحل".
ولفتت الصحيفة إلى أن "المقترح يبدأ بخطة ويتكوف وينتهي بوقف دائم لإطلاق النار، وحكم دولي لقطاع غزة خلال فترة تنفيذ مقترح ويتكوف".
يأتي الحديث عن تلك المقترحات في ظل حراك شهدته الأيام الأخيرة لإحياء ملفّ المفاوضات بين حماس وإسرائيل، وذلك بعد الجمود الذي شهده الملف الشهر الماضي، عقب سحب تل أبيب وواشنطن وفديهما من جولة مفاوضات كانت تجرى في الدوحة.
وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، 20 منهم أحياء، فيما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً أودى بحياة عديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومِراراً أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى تؤكّد أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح مواصلة الحرب بما يضمن بقاءه في السلطة، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفاً الرافض لإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و897 شهيداً و155 ألفاً و660 مصاباً من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصاً، بينهم 108 أطفال.