جاء ذلك في منشور على منصة "إكس" الجمعة، تعليقاً على مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت" على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة.
وأوضح يلماز أن سياسة الاحتلال والإبادة التي تنتهجها إسرائيل دخلت مرحلة جديدة مع هذه الخطة، مضيفاً أن القرار يستهدف الشعب الفلسطيني بأسره وليس فصيلاً بعينه.
وأكد أن "الحكم على المدنيين الأبرياء والأطفال بالجوع والقصف الهمجي لا يمكن اعتباره حقاً في الدفاع عن النفس"، مشيراً إلى أن إسرائيل، التي ترتكب إبادة جماعية، تنتهك القانون والقيم الإنسانية، وتعرقل وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية، وتقوض حل الدولتين.
وحذر نائب الرئيس التركي من أن "هذه السياسة اللاإنسانية تهدد السلام والاستقرار في منطقتنا برمتها، وتفرغ المؤسسات والقوانين الدولية من مضمونها"، حسب تعبيره. ولفت إلى أن ردود الفعل المتزايدة ضد إسرائيل في الرأي العام العالمي، والقرارات التي اتخذتها دول مختلفة "تبعث على الأمل".
وقال يلماز: "يجب أن يتحرك تحالف الإنسانية ضد هذه السياسة المشؤومة دون تأخير، وينبغي أن تكون العقوبات الفعّالة مطروحة على جدول الأعمال في جميع المنصات، وفي مقدمتها الأمم المتحدة".
وشدد يلماز على أن بلاده ستواصل تضامنها مع الشعب الفلسطيني المضطهد بكل ما أوتيت من قوة، بدءاً من الجهود الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، وصولاً إلى العقوبات ومتابعة قضية الإبادة الجماعية، وستكون في كل المجالات إلى جانب صاحب الحق وضد الظالم.
وأردف: "أولئك الذين يواصلون بإصرار سياسة الاحتلال والإبادة، والذين يقولون (ما دمتُ قوياً يمكنني أن أفعل ما أريد) سيُحاسَبون عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ وفي ضمير الإنسانية".
وفجر الجمعة، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، تنص على بدء جيش الاحتلال التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقاً، "بهدف السيطرة عليها" وسط القطاع ومدينة غزة، رغم تحذيرات رئيس هيئة الأركان إيال زامير.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها عدة أشهر قبل أن يتراجع في أبريل/نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه "تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة".
ومن كامل القطاع بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي، وفق مسؤولين فلسطينيين.
والمناطق التي لم تحتلها القوات الإسرائيلية برياً تمثل نحو 10-15% من مساحة القطاع فقط، حسب مسؤولين محليين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و258 شهيداً و152 ألفاً و45 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.