وقالت الحركة في بيان: "نؤكد جاهزيتنا للانخراط الفوري في المفاوضات مجدداً حال وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة". وأضافت أن "استمرار المفاوضات في ظل التجويع يفقدها مضمونها، وخصوصاً بعد انسحاب الاحتلال من جولة المفاوضات السابقة من دون مبرر، رغم أننا كنا على وشك التوصل إلى اتفاق".
ودعت "حماس" المجتمع الدولي وجميع الجهات المعنية إلى "التحرك الفوري لوقف المجازر الجماعية في غزة، وضمان إيصال المواد الغذائية من دون قيد أو شرط إلى جميع مناطق القطاع، وتوفير الحماية لها".
في المقابل، أفادت قناة "كان" العبرية الرسمية بأن إسرائيل قدمت "وثيقة جديدة" للوسطاء، في محاولة لإحياء مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية. ولم تُذكر تفاصيل عن مضمون الوثيقة، كما لم يصدر تأكيد من الوسطاء بشأن استلامها.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي إسرائيلي أن الوثيقة "قُدمت رغم موقف حماس الرافض للعودة إلى طاولة التفاوض ما دام التجويع مستمراً في غزة". وذكرت أن تل أبيب وجهت تهديداً عبر الوسطاء مفاده أنه "في حال لم ترد الحركة على مقترح الصفقة الجديد خلال الأيام المقبلة، فإن إسرائيل ستضم الحزام الأمني الذي أنشأه جيشها داخل القطاع".
وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة.
وفي سياق متصل ذكرت قناة "كان"، أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيزور قطاع غزة، الجمعة، "لتفقد الأوضاع الإنسانية ومراكز توزيع الغذاء، برفقة ضباط ومسؤولين إسرائيليين كبار".
واعتبرت حركة حماس، الخميس، زيارة ويتكوف، المرتقبة لقطاع غزة "استعراضاً دعائياً" بهدف احتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأمريكية-الإسرائيلية في تجويع فلسطينيي القطاع. والخميس، وصل ويتكوف، إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة المدة، التقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيداً لإعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و330 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 8 آلاف و818 جريحاً، جراء إطلاق جيش الاحتلال بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.
والأحد، أعلن الجيش "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقاً تكتيكياً لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/آذار الماضي.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.