وذكرت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن اعتراضات القادة الأمنيين جرت خلال اجتماع مجلس الوزراء المصغر "الكابينت" الذي استمر لما يقرب من عشر ساعات، من مساء الخميس وحتى فجر الجمعة، إذ ناقشوا خطة نتنياهو رغم إقرارها في نهاية الجلسة.
وحذر القادة من أن تنفيذ الخطة قد يقلل فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس للإفراج عن الأسرى، مؤكدين وجود بدائل أقل خطورة، وفق المصادر.
وشهد الاجتماع سجالات حادة بين نتنياهو ورؤساء المؤسسات الأمنية، منهم رئيس الأركان إيال زمير، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع. ونقلت الصحيفة عن هنغبي قوله إن وقف إطلاق النار قد يتيح تحرير نحو 10 أسرى.
وفجر الجمعة، أقرّت حكومة نتنياهو خطة احتلال "تدريجية" لقطاع غزة بالكامل، تشمل تهجير سكان الشمال إلى الجنوب، واحتلال مدينة غزة، ثم اقتحام مخيمات اللاجئين وسط القطاع، في حين تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 87% من مساحة القطاع تحت الاحتلال أو مهددة بالإخلاء، محذرة من "تداعيات كارثية" في حال توسع العمليات العسكرية.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها عدة أشهر قبل أن يتراجع في أبريل/نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد زغمه "تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة".
ومن كامل القطاع، بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي، وفق مسؤولين فلسطينيين.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و258 شهيداً و152 ألفاً و45 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.