ومن المقرر أن يلتقي روبيو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، إذ جدد قبيل زيارته دعم بلاده لإسرائيل، رغم الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتلك الضربة، إلى جانب انتقادات إقليمية ودولية واسعة.
وقال روبيو للصحفيين قبل مغادرته واشنطن إن "الانتقاد العلني النادر" الذي وجهه ترمب لإسرائيل "لن يغير الدعم الواسع الذي توفره واشنطن للدولة العبرية"، مضيفاً: "ما حدث قد حدث، من الواضح أننا لسنا سعداء بذلك، والرئيس لم يكن سعيداً بذلك، لكن هذا لن يغير من طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين".
وأشار إلى أن بلاده ستناقش مع إسرائيل تأثير هذه الضربات في جهود التوصل إلى هدنة في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكداً أن "علينا المضي قدماً ومعرفة ما سيأتي بعد ذلك، لأنه في نهاية المطاف توجد مجموعة تُدعى حماس لا تزال موجودة، وهي مجموعة شريرة"، على حد وصفه.
وكانت إسرائيل شنت الثلاثاء الماضي، هجوماً جوياً على مقر قيادة حركة "حماس" في الدوحة، أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي، ونجاة وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، مع مقتل مدير مكتبه جهاد لبد ونجله وثلاثة مرافقين.
وأدانت قطر الهجوم واعتبرته "إرهاب دولة"، مؤكدة احتفاظها بحق الرد، فيما توعدت إسرائيل بملاحقة قادة الحركة "في كل مكان"، رغم أن الدوحة تلعب دور الوساطة إلى جانب مصر، وبمشاركة أمريكية، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتأتي زيارة روبيو أيضاً في ظل ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل بسبب تصعيد عملياتها العسكرية في غزة، وقبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تستعد فيها عدة دول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا، للاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة ترفضها تل أبيب وواشنطن بشدة.
ودعت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك الجمعة، إلى "وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة"، فيما صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو إلى إحياء حل الدولتين دون إشراك حركة "حماس" فيه.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، أن زيارة روبيو تهدف أيضاً إلى "إظهار التزام واشنطن مواجهة الإجراءات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية الذي يكافئ إرهاب حماس"، وفق تعبيره.
ومن المقرر أن يلتقي روبيو نتنياهو وكبار المسؤولين الإسرائيليين، كما سيزور حائط المبكى في القدس فيما استبعد الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس أن يضغط روبيو نحو وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال كاتوليس: "يبدو أن الإدارة تستمع أكثر لقواعدها التي تتشكل من (السفير في القدس مايك) هاكابي وأمثاله من المسيحيين الإنجيليين المتحالفين مع الإسرائيليين اليمينيين".
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بفي غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت 64 ألفاً و803 شهداء، و164 ألفاً و264 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 420 فلسطينياً بينهم 145 طفلاً.