وكان قاسم قد قال، في كلمة بثتها قناة "المنار" خلال فعالية إحياء "أربعينية الإمام الحسين" بمدينة بعلبك شرقي لبنان، إن "المقاومة لن تسلم سلاحها ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائماً، وسنخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر لمواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ذلك". وأضاف أن "الحكومة اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية عن أي فتنة داخلية وعن تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض البلاد"، وفق تعبيره.
وفي منشور عبر منصة "إكس"، أكد سلام أن "لا أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد أو التلويح بها مرفوض تماماً"، معتبراً أن اتهام الحكومة بتنفيذ "مشروع أمريكي إسرائيلي" هو "كلام مردود"، مشدداً على أن "قراراتنا لبنانية خالصة، تُصنع في مجلس الوزراء ولا يمليها علينا أحد".
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من قرار مجلس الوزراء اللبناني، في 5 أغسطس/آب الجاري، حصر السلاح، بما في ذلك سلاح حزب الله، بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذ ذلك خلال الشهر الجاري على أن تُستكمل قبل نهاية عام 2025.
كما أعلنت الحكومة، بعد يومين من القرار، تأييدها لما جاء في "الورقة الأمريكية" التي تتضمن خطوات لحصر السلاح بيد الدولة ونشر الجيش اللبناني جنوبي البلاد، وذلك عقب زيارة المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى بيروت الشهر الماضي لبحث مضمون الورقة.
وفي السياق ذاته، ذكّر سلام بأن اتفاق الطائف "ينص صراحة على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، ولا يجيز لأي حزب في لبنان حمل السلاح خارج نطاق الدولة".
و"اتفاق الطائف" وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً، وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية. ونص على حل جميع الفصائل المسلحة اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الدولة، وبسط سلطة الجيش على كامل الأراضي اللبنانية بما يضمن وحدة وسيادة الدولة.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 281 قتيلاً و593 جريحاً، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.