وحسب شهود عيان، حاولت مجموعة من المستوطنين تهريب قطع من اللحم الملطخ بالدماء إلى داخل المسجد الأقصى بغرض تقديمها قرابين، لكن حراس المسجد تصدوا لهم وأغلقوا باب مسجد قبة الصخرة لمنعهم من الوصول إلى المكان، ما حال دون تنفيذ مخططهم.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، بأن الاقتحامات بدأت منذ ساعات الصباح، وجرت عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد، بمشاركة مجموعات متتالية من المستوطنين.

وانتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية بشكل واسع داخل ساحات المسجد، لتأمين مسار المقتحمين، في استجابة لدعوات أطلقتها جماعات يهودية متطرفة خلال الأيام الماضية لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في هذا اليوم.

ويُعرف عيد الأسابيع "شفوعوت" بأنه عيد الحصاد الذي يحتفل فيه اليهود بنزول التوراة وبداية موسم الحصاد، ويأتي بعد سبعة أسابيع من عيد الفصح. ويتميز هذا العيد بأنه لا يصاحبه إجازة رسمية بسبب ارتباطه بأعمال الزراعة، إذ يستمر الناس في العمل خلاله.

وتشهد باحات المسجد الأقصى اقتحامات يومية من المستوطنين، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وتزداد وتيرتها خلال المناسبات والأعياد اليهودية، في ظل تسهيلات توفرها الشرطة الإسرائيلية التي تسمح بهذه الاقتحامات منذ عام 2003.

وتعتبر دائرة الأوقاف الإسلامية هذه الاقتحامات انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد، وتطالب بوقفها، لكن السلطات الإسرائيلية لا تستجيب لتلك المطالب. ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الممارسات تأتي في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لتهويد القدس الشرقية، وطمس هويتها العربية والإسلامية، بما يشمل السيطرة على المسجد الأقصى.

اعتداءات متواصلة لجيش الاحتلال

أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" مساء الأحد، إصابة فلسطيني ونقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بجروح ورضوض بعد تعرضه للضرب على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اقتحم عدة بلدات بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت وكالة "وفا" (رسمية) إن شاباً من مخيم الفوار، جنوب مدينة الخليل (جنوب)، "أصيب بجروح جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه بالضرب". وأضافت أن "تلك القوات وقفت الشاب عز الدين خالد أبو ربيع، عند أحد الحواجز العسكرية على مدخل مدينة أريحا (شرق)، واعتدت عليه بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابته بجروح وكدمات، نُقل على إثرها إلى مستشفى الأهلي في الخليل".

على صعيد الاقتحامات، ذكرت الإذاعة أن الجيش اقتحم بلدة دير أبومشعل، شمال غرب مدينة رام الله (وسط) وأطلق "قنابل مسيلة للدموع".

وأشارت إلى اندلاع مواجهات في قرية أودلا، جنوب شرق مدينة نابلس (شمال)، واقتحام بلدة زعترة، شرق مدينة بيت لحم (جنوب)، دون أن تشير لوقوع إصابات أو اعتقالات.

كما ذكرت "وفا" أن الجيش الإسرائيلي اقتحم بلدة عرّابة، جنوب مدينة جنين (شمال)، وأن قوة راجلة اقتحمت البلدة "وانتشرت في شوارعها، وداهمت منزلاً وفتشته، وسط تحليق طائرات مُسيرة في الأجواء".

يأتي تصعيد الاقتحامات في المسجد الأقصى والضفة الغربية بالتوازي مع العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، والاعتداءات المتواصلة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقد أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 972 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفاً.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً واسعة على قطاع غزة، وصفتها جهات حقوقية ودولية بأنها "إبادة جماعية"، إذ أسفرت عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وسط دعم أمريكي غير مشروط.