جاء ذلك في كلمات ممثلي عدة دول في مجلس الأمن، بينها بريطانيا وفرنسا وروسيا والجزائر والكويت وفلسطين وغيرها من الدول الرافضة للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
فلسطين
قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور في كلمته بجلسة مجلس الأمن: "يجب أن لا نكتفي بالشعور بالذنب والعار، وعلينا التحرك الآن لوقف الإبادة".
وأضاف أن "إسرائيل تقتل فلسطين في غزة وهذا هو هدفها، كما تسعى لتعزيز سيطرتها على غزة لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأشار منصور إلى أنه في غزة "يعاني أكثر من مليونَي ضحية معاناة كبيرة لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها، ولم يعد مسموحاً لنا بخذلانهم أكثر من ذلك، ويجب أن لا نكتفي بالشعور بالذنب أو العار، والمجلس مدين بالتحرك الآن لوقف الإبادة".
ودعا منصور مجلس الأمن إلى التحرك "بموجب الفصل السابع، لحرمان إسرائيل من السعي وراء أو الاستمرار بهذه الحرب المليئة بالجرائم الفظيعة".
ويسمح الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باستخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لفرض تنفيذ القرارات.
الجزائر
أدان مندوب الجزائر الدائم بالأمم المتحدة عمار بن جامع، قرار الحكومة الإسرائيلية احتلال كامل قطاع غزة، قائلاً إن ذلك يوضح أن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 18 ألف طفل فلسطيني بالقطاع "ليس كافياً" ضمن قائمة جرائمهم.
وأكد بن جامع في كلمته بالمجلس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "مستمرة بتكتيكاتها التي تتصل بالإبادة وتنوي فعل مزيد".
وجدد بن جامع تأكيده أن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في غزة "جرائم حرب، ومن يرسم خريطته بالدماء يجب أن أن لا يفلت من العقاب ويجب أن تكون هناك مساءلة"، ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية "لا تأبه للقانون الدولي ولا لمجلس الأمن، وتتحرك بوحشية وقساوة وتعتبر الفلسطينيين حيوانات بشرية".
الكويت
أعرب مندوب الكويت لدى مجلس الأمن طارق البناي في كلمته التي ألقاها نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي، عن "بالغ القلق والإدانة القاطعة والاستنكار الشديد" لقرار إسرائيل "الخطير" احتلال كامل قطاع غزة.
وقال إن القرار يمثل "تهديداً مباشراً لحياة أكثر من مليونَي فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، ويؤسس لمرحلة جديدة من الإبادة والتهجير القسري، وينسف بالكامل أي فرص لتحقيق حل الدولتين، ويشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف البناي: "تكرار مشاهد الإبادة أمام أعين هذا المجلس دون ردع يمثّل إخفاقاً للنظام الدولي، ويهدّد بتجريد المجلس من دوره ومصداقيته، لا سيما في هذه القضية، ويبعث برسالة مدمرة للشعوب بأن القوانين الدولية تُطبَّق بانتقائية".
بريطانيا
قال نائب الممثل الدائم لبريطانيا لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي، إن قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة يُعَدّ "سفكاً إضافياً للدماء لن يضمن إطلاق الرهائن وسيفاقم معاناة الفلسطينيين"، داعياً تل أبيب إلى العدول عن قرارها.
وقال كاريوكي إن على إسرائيل "رفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية وفتح جميع الطرق البرية" إلى القطاع المحاصر، وشدّد على ضرورة عمل المنظمات الدولية والأممية "بأمان" في غزة.
وقال كاريوكي إن قرار إسرائيل "توسيع العمليات العسكرية بغزة يُعَدّ سفكاً إضافياً للدماء لن يضمن إطلاق الرهائن وسيفاقم معاناة الفلسطينيين".
فرنسا
حذّر نائب مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة دارماد هيكاري، من "آثار إنسانية حادة" جراء قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل.
وقال هيكاري: "نذكر بمعارضتنا الشديدة لأي خطة لاحتلال قطاع غزة وضمه واستيطانه أو تهجير سكانه قسرياً"، وأكد أن فرنسا "تُدين بأشد العبارات خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية للسيطرة على كامل قطاع غزة".
وشدد على أن "توسيع الحرب في غزة له آثار إنسانية حادة في عموم القطاع حيث يعيش المدنيون في ظروف بائسة لا يمكن تحملها".
روسيا
دعا نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إسرائيل "إلى التخلي خطتها لاحتلال كامل غزة، واصفاً ذلك بأنه "تصعيد خطير".
وقال بوليانسكي في كلمته بالمجلس: "للأسف، إسرائيل لا تستمع لأحد وتفضل العنف الذي يعرّض أمن وحياة الرهائن للخطر"، وأضاف: "لا سبب لنصدّق إسرائيل حين تقول إنها تريد تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين".
وحذّر نائب مندوب روسيا من أن "التهجير القسري للمدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب قد يشكلان جرائم ضد الإنسانية".
وقال: "نؤيد بشكل ثابت ودائم التسوية الدبلوماسية للقضية الفلسطينية على أساس صيغة (دولتين لشعبين)، والتي ستُزيل المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، وكذلك تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة لدولته المستقلة".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و258 قتيلاً و152 ألفاً و45 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.