وبحث ملك الأردن عبد الله الثاني، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الاثنين، التطورات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، على ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
جاء ذلك خلال لقائهما بمدينة نيوم السعودية في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة، بدأها عبد الله الثاني إلى السعودية، الاثنين، وفق بيان للديوان الملكي الأردني.
وقال الديوان إن الجانبين بحثا "العلاقات الثنائية وسبل الحرص على توطيدها، بما يحقق المصالح المشتركة ويخدم القضايا العربية والإسلامية"، كما تناولا "أبرز المستجدات بالمنطقة، وعلى رأسها التطورات الراهنة في غزة والضفة الغربية"، وفق البيان ذاته.
“إنهاء الكارثة”
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره البريطاني ديفيد لامي، أهمية إنهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 22 شهراً.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بينهما مساء الأحد، وفق بيان وزارة الخارجية السعودية، تعليقاً على الإبادة جماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال البيان إن ابن فرحان ولامي بحثا "تطورات الأوضاع في قطاع غزة"، وأكدا "ضرورة وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، وإنهاء الكارثة الإنسانية بالقطاع".
رفض مصري
بدوره، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الاتحاد الأوروبي إلى التحرك سريعاً، لمنع إسرائيل من تكريس احتلال قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين عبد العاطي ونظيره الألماني يوهان فاديفول مساء الأحد، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية الاثنين.
وأكد عبد العاطي خلال الاتصال رفض مصر القاطع لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر (الكابينت) "توسيع العمليات العسكرية في غزة وتكريس الاحتلال الاسرائيلي للقطاع".
وحذر من أن هذا القرار "يشكل خطورة بالغة، وسينجم عنه مزيد من التدهور وعدم الاستقرار في قطاع غزة"، وزاد أنه "يهدف إلى ترسيخ الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية"، ودعا الاتحاد الأوروبي "للتحرك سريعاً لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير".
"كارثة غير مسبوقة"
وفي سياق متصل، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة ووصفها بأنها تنذر بكارثة غير مسبوقة، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
وقال ماكرون، في تصريحات أرسلها مكتبه إلى الصحفيين: "إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة ومناطق الخيام في المواصي وإعادة احتلالها ينذر بكارثة محققة غير مسبوقة، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها". وأضاف "سيظل الرهائن الإسرائيليون وسكان غزة الضحايا الرئيسيين لهذه الاستراتيجية".
"حل الدولتين"
من جهته، أدان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل، مشيراً إلى أن بلاده والاتحاد الأوروبي لن يعترفا أبداً بضم إسرائيل أحادي الجانب لقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية على قناة "RTVE" الرسمية الأحد، أكد فيها أن "خطة إسرائيل لاحتلال غزة بالكامل خطأ، إسبانيا تدينها وترفضها بشكل قاطع".
وأضاف أن "احتلال إسرائيل (المحتمل) لغزة لن يجلب سوى مزيد من المعاناة والموت ويمنع إطلاق سراح الأسرى ويزعزع استقرار ومستقبل الإسرائيليين"، وتابع: "لن تعترف إسبانيا والاتحاد الأوروبي أبداً بقرار إسرائيل الأحادي بضم غزة والضفة الغربية"، مؤكداً أن "غزة جزء من دولة فلسطين، ويجب أن تبقى تحت السيطرة الفلسطينية".
وأكد ألباريس أن إسبانيا مثل غالبية دول العالم تؤمن فقط بحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).وذكر أن إسرائيل "لا تحترم القانون الدولي" وأن إسبانيا تفرض بالفعل عقوبات على إسرائيل، وأن هناك بعض العقوبات تشجع عليها داخل الاتحاد الأوروبي.
“الاستيطان في غزة”
في المقابل، دعا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، إلى احتلال "أجزاء كبيرة" من قطاع غزة والاستيطان فيها.
وقال سموتريتش في تصريحات لإذاعة "كان" التابعة لهيئة البث العبرية الرسمية: "خطتي هي أن تكون أجزاء كبيرة من غزة تحت سيطرتنا وسيادتنا، ويمكننا أيضاً الاستيطان فيها".
وادعى زعيم حزب "الصهيونية الدينية" أن "هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الأمن، هذه ليست خطة رئيس الوزراء، أنا أدرك ذلك".
وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" خطة تبدأ باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى جنوب القطاع، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، والتي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 61 ألفاً و430 شهيداً فلسطينياً و153 ألفاً و213 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 217 شخصاً، بينهم 100 طفل.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال والمستوطنون الإسرائيليون في الضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما لا يقل عن 1013 فلسطينياً، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.