جاءت الإدانة على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جنيف، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وقال دوجاريك إنّ "صحفيين يعملون مع قناة الجزيرة في غزة، وقعوا مرة أخرى ضحية للصراع، أمس الأحد"، موضحاً أن "عمليات القتل الأخيرة تبرز المخاطر الجسيمة التي يواصل الصحفيون مواجهتها في أثناء تغطية هذا الصراع المستمر" لأكثر من 22 شهراً. وتابع: "يدعو الأمين العام إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه في عمليات القتل الأخيرة هذه".
"انتهاك صارخ"
من جهتها، أدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الستة بقصف خيمتهم بمدينة غزة، معتبرة ذلك "انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي".
وفي إدانتها لمجزرة قتل الصحفيين، قالت المفوضية الأممية، عبر منصة إكس: "يجب على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الصحفيون".
وقالت: "ندين مقتل 6 صحفيين فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي باستهداف خيمتهم، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي"، داعية إلى إتاحة وصول فوري وآمن ودون عوائق لجميع الصحفيين من وسائل الإعلامية العالمية إلى قطاع غزة.
"ضربة لحرية الصحافة"
وفي السياق ذاته، اعتبرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة حاجة لحبيب، اغتيال إسرائيل الصحفيين بغزة، بمن فيهم "أنس الشريف"، ضربة مباشرة لحرية الصحافة.
جاء ذلك في بيان نشرته لحبيب على حسابها عبر منصة إكس أدانت خلاله اغتيال 6 صحفيين، بينهم 4 من قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، في أحدث استهداف لصحفيين ضمن إبادة جماعية مستمرة للشهر الـ22.
وقالت لحبيب: "أصبنا بالفزع لمقتل صحفيي قناة الجزيرة في غزة، بمن فيهم المراسل أنس الشريف"، وأضافت أن ذلك "ضربة مباشرة لحرية الصحافة"، مشددة على ضرورة حماية المدنيين والصحافة بشكل دائم.
"خطر لا يُعقل"
من جهتها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إنّ إسرائيل قتلت "عمداً" عشرات الصحفيين في غزة، داعية تل أبيب إلى وقف ارتكاب "الفظائع" في القطاع المحاصر.
وأكدت أن "القتل السافر بحق الصحفيين الفلسطينيين أنس الشريف ومحمد قريقع و4 إعلاميين آخرين، يسلط الضوء على الخطر الذي لا يُعقَل والذي يواجهه الصحفيون الفلسطينيون في غزة".
وأوضحت أن ذلك يسلط الضوء أيضاً على "تجاهل الجيش الإسرائيلي التام لحياة المدنيين" في قطاع غزة، وشددت المنظمة على أنه "يجب أن لا يكون الصحفيون هدفاً في أي حال من الأحوال، لكن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات منهم عمداً".
وأكدت المنظمة أنه "في حين تواصل إسرائيل حظر دخول الصحفيين إلى غزة، يلعب الصحفيون الفلسطينيون دوراً لا غنى عنه في توثيق الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين وتغطيتها"، ودعت إسرائيل إلى وقف ارتكاب "الفظائع" في قطاع غزة، "بدلاً من قتل الأصوات التي تغطيها".
ومساء الأحد، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيمة بمحيط مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة (شمال)، فقتل 6 صحفيين، هم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل، فضلاً عن محمد الخالدي الذي توفي صباح الاثنين متأثراً بجراحه، حسب المكتب الإعلام الحكمي بغزة الاثنين.
ومع اغتيال الصحفيين الستة ترتفع حصيلة الإعلاميين الذين قتلتهم إسرائيل إلى 238 منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق المكتب الإعلامي بغزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و499 شهيداً و153 ألفاً و575 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.