واستهدفت الهجمات منازل في مدينة غزة وخياماً تؤوي نازحين غرباً، ومنتظري مساعدات جنوب ووسط القطاع، وفق ما أوردته مصادر طبية وشهود عيان.
وفجر الأربعاء، فجَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي روبوتات مفخخة بالتزامن مع شن غارات على المنازل وسط وشرق خان يونس، كما سقط شهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات قرب كيسوفيم شرق دير البلح وسط قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى "61 ألفاً و599 شهيداً، و154 ألفاً و88 إصابة".
وقالت الوزارة في بيان إحصائي يومي: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 100 شهيد و 513 إصابة". وذكرت أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها للقطاع في 18 مارس/آذار الماضي ارتفعت إلى "10 آلاف و78 شهيداً، و42 ألفاً و47 إصابة".
وأوضحت أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين من منتظري المساعدات الأمريكية ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى "ألف و838 شهيداً، وأكثر من 13 ألفاً و409 إصابات"، وذلك بعد استشهاد 31 فلسطينياً وإصابة 388 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
والثلاثاء، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 فلسطينيين من منتظري المساعدات، شرق دير البلح وسط قطاع غزة. وقبل ذلك، قُتل 49 فلسطينياً بهجمات متفرقة على القطاع.
وفي غزة والشمال، قتل جيش الاحتلال فلسطينيَّين اثنين، وأصاب أكثر من 50 آخرين باستهداف مسيَّرة سوق شعبية في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة. وفي شمال غربي قطاع غزة، قتل الجيش فلسطينيَّين اثنَين من منتظري المساعدات قرب نقطة زكيم.
وفي مدينة غزة، استُشهد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعين لمدنيين؛ الأول في سوق المغربي المكتظ بشارع الثلاثيني وأسفر عن استشهاد 4، والآخر قرب مفترق العباس غرب المدينة، وأسفر عن استشهاد اثنين، كما استُشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة الحصري في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
واستُشهد 4 فلسطينيين وفُقد آخرون في قصف إسرائيل منزلاً لعائلة النديم في "شارع النديم" بحي الزيتون. وفي جنوب المدينة، استُشهد فلسطيني وفقد آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة سلمي غرب الكلية الجامعية.
كما استهدفت آليات الجيش الإسرائيلي بقذيفة سطح منزل لعائلة الهبيل في منطقة "البلاخية" بمخيم الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة، دون الإبلاغ عن إصابات.
واستُشهد 7 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين، 4 منهم إثر قصف شقة سكنية في منطقة الصحابة بمدينة غزة، و3 باستهداف تجمع لمدنيين قرب بركة الشيخ رضوان شمال المدينة.
وفي وسط القطاع استُشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي استهدف مركبة مدنية شرق المحافظة الوسطى. كما استُشهد 5 فلسطينيين بينهم طفل وأُصيب 11 آخرون من منتظري المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية بنيران الجيش الإسرائيلي قرب نقطة التوزيع في محيط محور نتساريم.
أما جنوب القطاع، فاستُشهد 7 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين؛ الأولى استهدفت تجمعاً لمدنيين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، والثانية استهدفت خياماً تؤوي ناحين في منطقة الصناعة غربي المدينة. كما استُشهد 5 فلسطينيين بينهم أب وأم وطفلاهما، وأُصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في حارة المجايدة بمنطقة المواصي في خان يونس.
واستُشهد 4 فلسطينيين من منتظري المساعدات الأمريكية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز التوزيع جنوبي خان يونس.
تهجير فلسطينيي غزة إلى السودان
في سياق متصل، قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، إن إسرائيل تُجري محادثات مع دولة جنوب السودان حول إمكانية "نقل" فلسطينيي قطاع غزة إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وذلك ضمن مخطط التهجير القسري الذي تطمح إليه تل أبيب برعاية أمريكية، لكنه يواجه رفضاً عربياً وإسلامياً ودولياً واسعاً، لانتهاكه القانون الدولي والإنساني.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن 6 أشخاص مطلعين على الأمر، لم تسمّهم، أن "المحادثات جرت بالفعل بين إسرائيل وجنوب السودان التي تعاني من أزمة مالية (وعانت من حرب أهلية لسنوات)، لكن ليس من الواضح مدى تقدم تلك المحادثات".
ولم يتسنَّ الحصول على تعقيب فوري من سلطات جنوب السودان، بخصوص ما ذكرته الوكالة، التي قالت أيضاً إن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت التعليق، كما لم يُجب وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول المحادثات، فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.
وذكرت أشوسيتد برس أن "هذه المحادثات حال أصبحت اتفاقاً ستساعد جنوب السودان على بناء علاقات أوثق مع إسرائيل، مما يعد فرصة محتملة لتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول تهجير فلسطينيي غزة الذي طرحه في فبراير/شباط الماضي، لكنه تراجع عنها على ما يبدو في الأشهر الأخيرة"، على حد تعبيرها.
وذكرت الوكالة أنها سبق أن نقلت أنباء عن "محادثات مماثلة بدأتها إسرائيل والولايات المتحدة مع السودان والصومال، وهما دولتان تعانيان أيضاً من الحرب والجوع، بالإضافة إلى منطقة الصومال الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال، ولا يُعرف مصير هذه المناقشات".
في سياق متصل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، أن إسرائيل تُجري محادثات مع 5 دول، منها جنوب السودان، بشأن استقبال المُهجّرين قسرياً من غزة في أراضيها، مبينةً أنه في الأسبوع الماضي، زار نائب وزير خارجية جنوب السودان إسرائيل، دون تفاصيل أكثر.
وفي وقت سابق، نقلت القناة "12" العبرية (خاصة)، أن رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي دافيد برنياع، اجتمع مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن، وطلب مساعدته في تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من غزة إلى دول مثل ليبيا، وهي الأنباء التي نفتها ليبيا بشدة، كما نفتها سفارة واشنطن في طرابلس.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و499 شهيداً و153 ألفاً و575 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.