كما بحث فيدان وعبد العاطي سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك تجاه القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك خلال لقاء جمع الوزيرين في مقر مجلس الوزراء المصري بمدينة العلمين شمال غربي مصر، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وفي تصريحات، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائهما، أكد وزير الخارجية التركي توافق بلاده مع مصر على ضرورة وقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مندداً بما وصفه بـ"العقلية الفاشية لإسرائيل" التي تواصل ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد فيدان على رفض أنقرة القاطع نية إسرائيل احتلال القطاع بشكل كامل، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل "مرحلة جديدة من سياسة التوسع والإبادة".
وكشف أن تركيا أرسلت حتى الآن نحو 102 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مثمّناً التعاون الوثيق مع مصر في إيصال هذه المساعدات.
كما أعلن، بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، دعوة المنظمة لاجتماع عاجل لمناقشة خطة إسرائيل لاحتلال القطاع.
وأشار فيدان إلى أن المحادثات شملت أيضاً ملفات سوريا وليبيا والصومال، إذ اتفق الجانبان على العمل لإيجاد حلول جذرية للأزمات ووقف الحروب الأهلية، إلى جانب التصدي للسياسات الإسرائيلية التوسعية في المنطقة.
ولفت فيدان إلى إن زيارته إلى مصر شملت لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد جرى بحث تنمية العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري.
من جانبه، أوضح الوزير المصري أن الكارثة الإنسانية في غزة استحوذت على النصيب الأكبر من النقاشات، لافتاً إلى اتفاق الجانبين على الإدانة الكاملة لقرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية واحتلال كامل القطاع، ومواجهة هذا القرار بالوسائل الممكنة كافة.
كما دعا عبد العاطي إلى رفع جميع القيود المفروضة على معابر غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف سياسة "التجويع الممنهج" ضد الفلسطينيين، مشدداً على أن "تهجير الفلسطينيين خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه"، وعلى ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال عبد العاطي إن العلاقات بين مصر وتركيا تمر بمرحلة هامة من "التلاقي الاستراتيجي"، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على إزالة العقبات أمام الاستثمارات التركية في مصر، وتعزيز التبادل التجاري والتنسيق الأمني والسياسي لدعم الاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن المباحثات تناولت الأوضاع في السودان وليبيا وسوريا والقرن الإفريقي، موضحاً أنه جرى تأكيد "الأهمية البالغة لوقف إطلاق النار في السودان والانخراط في حوار جاد يُفضي إلى حل سياسي شامل"، إلى جانب دعم جهود المصالحة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار الدائم في ليبيا.
وشدد عبد العاطي على الموقف المشترك بين القاهرة وأنقرة الداعي للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والدفع نحو تسوية سياسية شاملة لا تُقصي أحداً، مع إدانة جميع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
كان فيدان وصل صباح اليوم إلى مصر والتقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مدينة العلمين، شمال غربي البلاد.