وفي محاولة لتبرير جريمته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن الشريف "شغل منصب قائد خلية في حماس، وكان يخطط لعمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل".
وأضاف الجيش في ادعاءاته: "لقد كشفنا في الماضي معلومات استخبارية ووثائق عديدة عُثر عليها داخل قطاع غزة أثبتت انتماء الشريف إلى صفوف حماس العسكرية، كما اثبتت الوثائق من جديد أنشطة الشريف الإرهابية التي حاولت الجزيرة التنصل منها".
وزعم الجيش أنه اتخذ قبل الغارة خطوات عديدة لتقليص إمكانية إصابة المدنيين، شملت استخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والاستطلاع الجوي والمعلومات الاستخبارية الأخرى.
وكان الشريف نفى في بيان نشره عبر منصة إكس في يوليو/تموز الماضي، أي ارتباط له بأي توجهات سياسية، مؤكداً أنه يعمل صحفيّاً مهمته نقل الحقيقة كما هي على الأرض، بلا أي تحيز.
وقال مستنكراً حملات التهديد والتحريض ضده من جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "قول الحقيقة في وقت تعاني فيه غزة من مجاعة قاتلة، أصبح بنظر الاحتلال تهديداً".
“محاولة لإسكات الأصوات”
في السياق نفسه أدانت شبكة الجزيرة القطرية فجر الاثنين، ما وصفته بالاغتيال الإسرائيلي "المدبر" لمراسليها ومصوريها في قطاع غزة، معتبرة أنها "محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقاً لاحتلال غزة".
وقالت الشبكة في بيان في أول تعليق على الحادثة: "نُدين الاغتيال المدبَّر لمراسلَينا أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوِّرَين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل"، وأضافت أن "الأمر بقتل أنس الشريف، أحد أشجع صحفيي غزة، وزملائه، محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقاً لاحتلال غزة".
وأشار البيان إلى أن "عديداً من مسؤولي الجيش الإسرائيلي كرروا تحريضهم ودعواتهم لاستهداف أنس الشريف ورفاقه"، وحمّل "جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها".
وأضاف أن "اغتيال مراسلينا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة"، وأوضح أن "أنس الشريف وزملاءه كانوا من آخر الأصوات الباقية في غزة الذين ينقلون للعالم الواقع المأساوي".
وجدّدَت الجزيرة في بيانها إدانتها واستنكارها الشديدَين "للجرائم البشعة والمحاولات المستمرة من السلطات الإسرائيلية لإسكات صوت الحقيقة"، وحذرت من أن "الإفلات من العقاب وعدم المحاسبة يؤمّن لإسرائيل تماديها ويشجّعها على مزيد من البطش بحقّ شهود الحقيقة".
وفي وقت متأخر من مساء الأحد استُشهد مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، وثلاثة آخرون من طاقم القناة، إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة شماليّ القطاع.
يأتي استشهاد الشريف وزملائه بعد يومين من إقرار الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، ضمن حرب إبادة مستمرة للشهر الثاني والعشرين.