وذكرت مصادر طبية وشهود عيان أن طائرات ومدفعية الاحتلال استهدفت منازل وتجمعات للمدنيين ومدارس تُستخدم مراكز إيواء، فضلاً عن خيام لمنتظري المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن مجازر جديدة بحق النازحين.
واستشهد مساء الجمعة 7 فلسطينيين جراء قصف استهدف خيمة داخل مدرسة "ماجدة وسيلة" وسط مدينة غزة، في ثاني استهداف لمركز إيواء خلال يوم واحد، فيما سبقت ذلك مجازر متفرقة أودت بحياة 35 فلسطينياً آخرين.
وفي شمال غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 7، بينهم طفلان، إثر قصف مدرسة "موسى بن نصير" التي كانت تؤوي نازحين في حي الدرج شرقي المدينة، بينما استشهد فلسطينيان في غارتين على تجمعات مدنيين بحي التفاح، شرقي مدينة غزة .
كما استشهد 3 آخرون في حي الزيتون بمدينة غزة بينهم طفل بعد استهداف تجمع للمدنيين، في حين أدى قصف قرب مفترق الاتصالات بحي الرمال غربي مدينة غزة إلى استشهاد ثلاثة وإصابة 13 آخرين.
كذلك استُشهد 6 فلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات الإنسانية برصاص قوات الاحتلال في محيط منطقة زيكيم غربي بيت لاهيا شمالي القطاع.
أما في جنوبي القطاع، فقد استُشهد 3 فلسطينيين جراء قصف على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة خان يونس، كما استُشهد فلسطينيان آخران شمال غربي رفح في أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر الإسعاف في غزة اليوم السبت، باستشهاد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم 4 أطفال، بقصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج.
كذلك استُشهد مساء الجمعة 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال خلال انتظارهم المساعدات قرب محور نتساريم، فيما أدى قصف استهدف خيمة للنازحين فوق مبنى العيادة الخارجية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح إلى استشهاد اثنين وإصابة آخرين.
كما أسفر قصف جوي قرب معبر كيسوفيم عن استشهاد 3 فلسطينيين، بينما استشهد رابع في غارة إسرائيلية استهدفت مفترق المطاحن شرقي دير البلح.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن استهداف خيمة النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى يمثل الاعتداء الثالث عشر على المستشفى منذ بدء الحرب، معتبراً أن ذلك "يعكس إصراراً واضحاً على تدمير البنية الصحية في القطاع وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية كافة".
وحمّل المكتب الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب الإدارة الأمريكية "والدول المتواطئة"، المسؤولية الكاملة عن "جرائم الإبادة الجماعية" بحق المدنيين الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومنظماتها الإنسانية والحقوقية، بالتحرك الفوري ووقف هذه الجرائم.
الأمم المتحدة: هجمات متعمدة على المساعدات
وفي السياق، كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال نفذ منذ مطلع أغسطس/آب الجاري 11 هجوماً على عناصر تأمين قوافل المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد 46 فلسطينياً، معظمهم من أفراد الشرطة المدنية المكلفين بحماية الإمدادات، إضافة إلى عدد من المدنيين الذين كانوا في انتظارها.
وأوضح المكتب أن هذه الهجمات المتكررة أسهمت في تفاقم الفوضى وتعميق المجاعة، مؤكداً أن أفراد الشرطة المدنية يتمتعون بحماية كاملة بموجب القانون الدولي، وأن استهدافهم يندرج ضمن "نمط متعمد" من الاعتداءات التي تهدد وصول الضروريات الحياتية للسكان.
وحسب المكتب الأممي، فقد أسفر استهداف الاحتلال لمواقع توزيع المساعدات ومساراتها بين 27 مايو/أيار و13 أغسطس/آب عن استشهاد 1760 فلسطينياً، بينهم 994 قرب نقاط مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، و766 على طول طرق شاحنات الإمداد، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء من منتظري المساعدات ارتفعت إلى 1898 وأكثر من 14 ألف مصاب خلال الفترة ذاتها.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأنباء الواردة عن استشهاد وإصابة فلسطينيين في أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية في غزة "مقلقة للغاية"، مشيراً إلى أن المدنيين يضطرون إلى المخاطرة بحياتهم للحصول على الغذاء بعد انقطاع الغاز المنزلي منذ خمسة أشهر وتزايد أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين يُنقلون يومياً إلى المستشفيات.
وجدد دوجاريك رفض الأمم المتحدة قرار إسرائيل توسيع الاحتلال والتهجير القسري للفلسطينيين، محذراً من أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة قد تشهد مزيداً من التفاقم إذا لم يتم ضمان تدفق سريع وآمن ودون قيود للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
معارك مستمرة
من ناحية أخرى، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد قالت إنها لاستهداف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته في محاور التوغل شرق مدينة غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات "حجارة داوود".
وتُظهر المشاهد قنص مقاتلي القسم جنوداً إسرائيليين واستهداف آليات إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" في أحياء التفاح والزيتون والشجاعية، وكذلك قصف مواقع عسكرية للاحتلال بقذائف الهاون شرق مدينة غزة.
وقنص مقاتلو القسام جندياً إسرائيلياً في شارع بغداد بحي الشجاعية، وآخر في شارع المنصورة بحي الشجاعية أيضاً، إذ أظهرت المشاهد سقوط الجنديين بعد استهدافهما.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و827 شهيداً و155 ألفاً و275 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 240 شخصاً، بينهم 107 أطفال.