وقال شهود عيان إن "قوات الاحتلال انسحبت من كامل المخيم، وعادت العائلات النازحة إلى منازلها". وأضافوا أن "الانسحاب كان مفاجئاً، إذ جاء بعد وقت قصير من إجبار نحو 80 عائلة على النزوح، وإخبارها بالعودة بعد 3 أيام".
وفي وقت سابق الأربعاء قال محافظ نابلس غسان دغلس إن جيش الاحتلال يواصل عمليته العسكرية في مخيم العين منذ ساعات الفجر الأولى، وأفاد بـ"استشهاد شاب واحتجاز جثمانه" وإصابة آخرين. وتابع أن الجيش الإسرائيلي استولى على منازل فلسطينية في المخيم وحولها إلى ثكنات عسكرية، فيما نزحت عائلات إلى خارجه.
وفجر الأربعاء، حسب مصادر محلية، نفذ الجيش اقتحامات طالت في نابلس، إضافة إلى مخيم العين، مخيمَي بلاطة وعسكر، اللذين انسحب منهما بعد وقت قصير. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد الشاب عدي عادل عبد الرحيم قاطوني (22 عاماً) برصاص الاحتلال في مخيم العين".
وأُصيب فلسطينيان، أحدهما طفل، مساء الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحام بلدة بيت فوريك، شرق مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانين متتابعين، أن طواقمها نقلت إلى المستشفى شاباً (19 عاماً) أصيب بالرصاص الحي في الحوض والفخذ والركبة والقدم، إضافة إلى طفل (16 عاماً) أصيب بالرصاص في الصدر والقدم.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد اقتحمت قوة إسرائيلية بلدة بيت فوريك وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، وانتشرت في عدة مناطق داخل البلدة.
هدم منازل في جنين
ويعتزم جيش الاحتلال هدم 66 منزلاً فلسطينياً في مخيم جنين خلال الساعات القادمة، في ظل عملية الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، وفق المسؤول الإعلامي في بلدية جنين الذي قال إن قوات الاحتلال "نشرت إعلاناً بنيتها تفجير 66 منزلاً في مخيم جنين خلال الـ24 ساعة القادمة".
وأضاف مطاحن أن الجيش منع أصحاب المنازل النازحين من العودة إلى مساكنهم لاستخراج مقتنياتهم. ولفت إلى أن "خريطة وزعها جيش الاحتلال تُظهر باللون الأحمر المنازل المقرر هدمها، بهدف توسيع الشوارع وإقامة مكتب طوارئ ومرافق خدمية للشركات التي جلبها الاحتلال لاستحداث شوارع على أنقاض بيوت المواطنين".
وتابع مطاحن: "ما يجري في المخيم يشير إلى نية الاحتلال البقاء لفترة طويلة، بخاصة أن التدمير طال نحو 600 منزل، باتت غير صالحة للسكن، وسط معلومات عن عزم الاحتلال تقليص عدد سكان المخيم إلى أقل من 5 آلاف نسمة".
وفي وقت سابق الأربعاء قال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن العملية العسكرية في جنين مستمرة لليوم الـ58 على التوالي، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يدفع بآليات ودبابات وناقلات جند وجرافات للمخيم وعدة أحياء في المدينة.
وأردف: "يمكن القول إن كافة البنية التحتية في المخيم من شوارع وشبكات صرف صحي ومياه وكهرباء واتصالات جرى تدميرها بشكل كامل أي 100%"، واصفاً المخيم بأنه بات "منكوباً". وأشار جرار، إلى أن معظم الفلسطينيين بالمخيم وعدد من الأحياء الملاصقة له "جرى ترحيلهم قسراً" وسط استمرار عمل الآليات الإسرائيلية على هدم منازل ومربعات سكنية وإحراق أخرى.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس، مساء الأربعاء، أن اعتزام إسرائيل هدم 95 بناية سكنية في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة يمثل "استكمالاً لحرب الإبادة" ضد الفلسطينيين. وقالت الحركة، في بيان، إن "إعلان الاحتلال عزمه هدم أكثر من 95 بناية سكنية في مخيم جنين؛ إرهاب متصاعد واستكمال لحرب الإبادة بحق شعبنا".
وشددت على أن اعتزام الجيش الإسرائيلي هدم هذه البنايات خلال 24 ساعة يمثل "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل إجرامه بحق شعبنا وأرضنا، واستمراراً لحرب الإبادة". وأضافت أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 58 يومياً على جنين أسفر عن تدمير أكثر من 512 منزلاً ومنشأة بشكل كلي وجزئي، ما تسبب في نزوح أكثر من 21 ألف مواطن من أهالي المخيم. ودعت إلى تعزيز الصمود والثبات، وتصعيد المواجهة مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في جميع نقاط التماس.
تصعيد اعتقال النساء بذريعة "التحريض"
من جانب آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، الأربعاء، إن جيش الاحتلال صعّد بشكل "ممنهج" من استهدافه للنساء الفلسطينيات، بما في ذلك اعتقالهن بذريعة "التحريض" على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت المؤسستان إن "سلطات الاحتلال تواصل التّصعيد من استهداف النّساء عبر عمليات الاعتقال الممنهجة، إذ بلغ عدد الأسيرات 25 أسيرة، بعد الإفراج يوم أمس (الثلاثاء) عن الصحفية لطيفة عبد اللطيف، من القدس". وأضاف البيان أن "هذا التّصعيد طال النّساء من مختلف المناطق الفلسطينية، ولم يُستثنَ القاصرات". وأكدت المؤسستان أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الاعتقالات كوسيلة ضغط على العائلات الفلسطينية.
وأشارتا إلى أن عشرات النساء جرى اعتقالهن رهائنَ بهدف إجبار أفراد من عائلاتهن على تسليم أنفسهم، وهي سياسة تصاعدت بشكل كبير منذ بدء الحرب الإبادة. ولفت البيان إلى أن محكمتي عوفر وسالم العسكريتين وسط وشمالي الضفة الغربية، قررتا تمديد اعتقال 5 أسيرات، بينهن 3 من محافظة الخليل، اثنتان منهن شقيقتان.
وأضاف أن غالبية الأسيرات محتجزات في سجن الدامون شمالي إسرائيل، ومن بينهن: سهام أبو سالم من غزة، وطفلة، وأسيرة حامل في شهرها الثالث، وثلاث معتقلات إدارياً، إضافة إلى أسيرة مصابة بمرض السرطان. ولفتت الهيئة والنادي إلى أن غالبية الأسيرات معتقلات بتهمة "التحريض"، التي تدعيها إسرائيل، وهو ما يشكل وجها آخر "لجريمة الاعتقال الإداري".
ويأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه، منذ 21 يناير/كانون الثاني 2025، في مخيمات شمالي الضفة، ما أسفر عن استشهاد واعتقال عشرات الفلسطينيين.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 937 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفاً و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، إضافة إلى دمار هائل.
