واستشهد 6 فلسطينيين من منتظري المساعدات الأمريكية في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاتهم قرب مركز التوزيع في محيط محور نتساريم وسط القطاع.
وقبل ذلك، استشهد 14 فلسطينياً في هجمات متفرقة على القطاع، من بينهم 5 في قصف إسرائيلي استهدف خياماً للنازحين في مخيم أطياف بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس (جنوب).
كما استشهد 3 فلسطينيين وأُصيب آخرون من منتظري المساعدات الأمريكية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة توزيع المساعدات في شارع الطينة جنوبي خان يونس.
ومنذ بدء عمل هذه الآلية في 27 مايو/أيار الماضي، وصل عدد الشهداء إلى ألف و516 فلسطينياً، وأكثر من 10 آلاف و67 مصاباً، جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكرر النار على منتظري المساعدات، بحسب آخر معطيات وزارة الصحة في غزة.
وفي المحافظة الوسطى، استشهد فلسطينيان بينهما سيدة وأُصيب آخرون في قصف استهدف منطقة أبو معلا غربي المخيم الجديد في مخيم النصيرات للاجئين.
وفي مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارتين إسرائيليتين، استهدفت الأولى شقة سكنية في أبراج المقوسي (غرب)، والثانية شقة سكنية قرب بنك فلسطين في شارع النصر (غرب).
كما أصيب فلسطينيون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شارع النفق، وشقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
انتشار متلازمة غيلان باريه
في الأثناء، أعلن مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، في بيان اليوم الثلاثاء، تسجيل 95 إصابة بمتلازمة غيلان باريه النادرة خلال "مدة قصيرة"، بينهم 45 طفلاً، في حين أن المعدل الطبيعي للإصابة بها لا يتجاوز حالة واحدة سنوياً.
وقال البرش إنّ هذه المتلازمة التي تصنَّف ضِمن "الأمراض النادرة، باتت تنتشر بشكل مقلق في قطاع غزة، خصوصاً بين الأطفال".
وأشار إلى أن هذه المتلازمة تبدأ "بفقدان مفاجئ في القدرة على تحريك العضلات، إذ تُصيب الأطراف السفلية أولاً ومن ثم تمتد إلى الأعلى، وقد تتسبب بصعوبة في التنفس تؤدي إلى الوفاة".
وفي 22 يوليو/تموز الماضي أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 45 حالة "شلل رخو حاد" في القطاع خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز، في ارتفاع غير مسبوق بسبب تدهور الأوضاع البيئية والصحية وسوء التغذية.
ورجع البرش انتشار هذا المرض النادر بغزة إلى "تلوث المياه وسوء التغذية" الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلي.
كما عدّ هذا الانتشار الذي وصفه بـ"السريع" للمرض في غزة "مؤشراً خطيراً على انهيار الوضع الصحي وتفاقم الكارثة الإنسانية بسبب الحصار ومنع دخول العلاجات والمغذيات الأساسية".
وأمس الاثنين، أعلنت الوزارة تسجيل 3 حالات وفاة، بينهم طفلان، بمتلازمة غيلان باريه جراء سوء التغذية وفشل محاولات إنقاذهم لعدم توفر العلاج، محذرة من "كارثة حقيقية مُعدية ومحتملة".
وفي 24 يوليو/تموز الماضي، حذّرت منظمة أوكسفام للإغاثة الدولية في بيان من أن الأمراض في قطاع غزة قد تتحول إلى كارثة قاتلة، وذلك بسبب الجوع وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وانعدام المأوى والرعاية الصحية.
الأطفال أول ضحايا التجويع
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الثلاثاء، وفاة 8 أشخاص أحدهم طفل نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت الوزارة بارتفاع عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية في غزة إلى 188، بينهم 94 طفلاً.
وبدوره، حذّر مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي من تفشي حالات سوء التغذية بين أطفال القطاع الأصحاء والمرضى. كما حذّر من تفشي مرض الشلل المتصاعد في غزة.
وأمس الاثنين، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيانٍ إنّ الأطفال في غزة يواجهون الموت "بالقصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية"، وأضافت: "في غزة، يُقتل يومياً ما معدله 28 طفلاً، أي بحجم صف دراسي واحد".
وشددت المنظمة الأممية على أن "أطفال غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية، والأهم من ذلك كله هُم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، الآن".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.