يأتي ذلك غداة إعلان أستراليا عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية للمرة الأولى خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر الشهر المقبل، في خطوة تنسجم مع توجه دولي متزايد تقوده فرنسا وبريطانيا وكندا للضغط على إسرائيل.
وأكد ألبانيزي أن تردد حكومة نتنياهو في الاستجابة لمواقف حلفائها الدوليين ساهم في اتخاذ أستراليا قرارها المرتقب. وقال في مقابلة مع قناة "إيه.بي.سي" الأسترالية، متحدثاً عن اتصال جمعه بنتنياهو يوم الخميس الماضي: "كرر لي ما قاله علناً من قبل، وهو إنكار ما يتعرض له الأبرياء من عواقب إنسانية جسيمة".
ويشترط القرار الأسترالي التزامات من السلطة الفلسطينية، أبرزها ضمان ألا يكون لحركة "حماس" أي دور في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأثار هذا الإعلان انتقادات من زعيمة المعارضة اليمينية، سوسان لي، التي اعتبرت الخطوة خروجاً عن سياسة التوافق بين الحزبين الرئيسيين في أستراليا بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، محذرة من أنها قد تضر بعلاقات البلاد مع الولايات المتحدة، التي ترفض الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار عملية السلام.
وكان ألبانيزي قد أعلن في وقت سابق أنه لن يضع جدولاً زمنياً للاعتراف، حرصاً على عدم تقسيم الرأي العام الأسترالي، بخاصة في ظل وجود أقليات يهودية ومسلمة كبيرة في البلاد.
غير أن المزاج الشعبي شهد تحولاً كبيراً بعد إعلان إسرائيل نيتها فرض سيطرة عسكرية على غزة، وتواتر تقارير عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، بما في ذلك تفشي الجوع وسوء التغذية.
وشهدت سيدني هذا الشهر مظاهرات حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط تزايد التعاطف الشعبي مع المدنيين الفلسطينيين.
في المقابل، أعلنت نيوزيلندا المجاورة أنها لا تزال تدرس إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو موقف أثار انتقادات من رئيسة الوزراء السابقة هيلين كلارك، التي أعربت اليوم عن رفضها للتردد النيوزيلندي في هذا الشأن.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و430 شهيداً فلسطينياً و153 ألفاً و213 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 222 شخصا، بينهم 101 طفل.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.