وفي بيان لها، أوضحت الوزارة أنها سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وفاة 5 فلسطينيين، بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا الجوع منذ اندلاع الحرب إلى الرقم المذكور.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد حذّرت من تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة بين مارس/آذار ويونيو/حزيران، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
في السياق ذاته، استشهد 15 فلسطينياً وأصيب آخرون في هجمات متفرقة فجر الثلاثاء، استهدفت منازل في مدينة غزة وخيمة تؤوي نازحين في مناطق متفرقة، وسط استمرار حرب الإبادة منذ 22 شهراً.
وفي حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة، استشهد 6 فلسطينيين وأصيب اثنان جراء قصف منزل لعائلة الحصري، بينما أسفر قصف آخر على منزل لعائلة النديم عن 3 شهداء وإصابات، نُقلوا جميعاً إلى مستشفى الأهلي المعمداني.
أما في جنوب مدينة غزة، فقد استشهد فلسطيني وفُقد آخرون في قصف منزل لعائلة سلمي غرب الكلية الجامعية.
كما استهدفت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذيفة سطح منزل لعائلة الهبيل في منطقة "البلاخية" بمخيم الشاطئ شمال غرب المدينة، دون تسجيل إصابات.
وفي وسط القطاع، استشهد طفل وأصيب 11 فلسطينياً كانوا بانتظار ما تسمى "المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" قرب نقطة توزيع في محيط وادي غزة، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، شرعت إسرائيل في توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من إسرائيل وواشنطن لكن مرفوضة من الأمم المتحدة. وبحسب وزارة الصحة، أسفر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات عن استشهاد 1807 فلسطينيين وإصابة 13021 آخرين منذ بدء الآلية.
وفي جنوب القطاع، استشهد 5 فلسطينيين بينهم أب وأم وطفلاهما، وأصيب آخرون، إثر قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين في حارة المجايدة بمنطقة المواصي غرب خان يونس.
"مخجل للعالم ويستدعي تحركاً عاجلاً"
في السياق دعا مسؤولون إنسانيون بالأمم المتحدة، إلى تحرك عاجل بعد إعلان السلطات الصحية في غزة وفاة أكثر من 100 طفل جراء سوء التغذية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن شركاءه الإغاثيين وصفوا تجاوز حصيلة وفيات الأطفال حاجز المئة بأنه "محطة مدمّرة تُخجل العالم وتستدعي تحركاً عاجلاً طال انتظاره".
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 300 ألف طفل لا يزالون في خطر شديد، وأن أكثر من ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام لأيام متتالية، مشيراً إلى أن تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للقطاع تتطلب 62 ألف طن من المساعدات شهرياً، بينما الكميات المسموح بإدخالها لا تكفي لبقاء نحو مليوني إنسان على قيد الحياة.
وأضاف "أوتشا" أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا الأحد من جمع مواد غذائية ووقود وإمدادات، منها مستلزمات نظافة، من معبر كرم أبو سالم، لكن الشحنات أُفرغت قبل وصولها للوجهة المقررة. وأوضح أن إسرائيل تسمح بمتوسط 150 ألف لتر وقود يومياً، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب لاستمرار العمليات المنقذة للحياة.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن أكثر من نصف سيارات الإسعاف في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وقطع الغيار، فيما حذرت منظمة الأغذية والزراعة الأسبوع الماضي من أن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية في غزة لا تزال متاحة وسليمة، ما يعكس انهياراً شبه كامل للنظام الغذائي المحلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و499 شهيداً و153 ألفاً و575 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.