ويهدف المؤتمر لتسليط الضوء على ما وُصف بـ"الإبادة الجماعية في غزة" ومناهضة السياسات الصهيونية من داخل الأوساط اليهودية ذاتها.
ويُنظم المؤتمر من قِبل "مبادرة اليهود المناهضين للصهيونية في النمسا"، التي تأسست عقب "مؤتمر فلسطين" الذي احتُضنته فيينا العام الماضي، في خطوة اعتُبرت بمثابة رد رمزي على الحملة الإعلامية التي أطلقتها "الجالية اليهودية في النمسا" آنذاك، والتي ادعت أن المؤتمر السابق "جعل اليهود يشعرون بعدم الأمان".
وقالت الناشطة داليا ساريغ-فيلنر، وهي من أبرز منظمي المؤتمر، إن الحدث يهدف إلى إيصال صوت اليهود الرافضين للصهيونية والداعمين لحرية الفلسطينيين، مضيفة: "نحن نؤمن بأن اليهودية ليست صهيونية، وأن ما يحدث في غزة لا يُنفّذ باسمنا".
وأشارت فيلنر إلى أن المؤتمر يسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما التأكيد على أن انتقاد الصهيونية لا يُعد معاداة للسامية، وثانيهما إبراز وجود تيار يهودي عالمي يناهض الصهيونية ويدعم الحقوق الفلسطينية.
ويشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات المعروفة بأعمالها البحثية والميدانية في قضايا الشرق الأوسط، من بينهم المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، والباحث الفلسطيني سلمان أبو سِتّة، إلى جانب الكوميدية الأمريكية كايتي هالبر، والأكاديمي الكندي يعقوب رابكين.
وأكدت ساريغ-فيلنر أن فيينا لم تُختر مصادفة لتنظيم المؤتمر، بل بوصفها مهد الحركة الصهيونية ومكان ولادة مؤسسها تيودور هرتزل، في رسالة واضحة مفادها أن هناك رفضًا للصهيونية ينطلق من قلب رمزها التاريخي.
ويأتي المؤتمر في وقت تُسجل فيه محاولات متزايدة لتقييد الفعاليات المؤيدة لفلسطين في النمسا، خاصة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أُلغيت إحدى القاعات المحجوزة للمؤتمر دون تقديم أي مبررات.
ودعت الجهة المنظمة إلى مشاركة واسعة في المؤتمر، مشددة على أن الضغط الدولي من شأنه أن يسهم في وقف "الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين" من خلال تقويض التعاون السياسي والعسكري بين الدول الغربية وإسرائيل.
ويُتوقع أن يشكل المؤتمر محطة محورية في الحراك اليهودي المناهض للصهيونية على المستوى الدولي، لا سيما في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة وتزايد الانتقادات العالمية للسياسات الإسرائيلية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.