وفي آخر تحديث، قالت مصادر طبية إن 37 فلسطينياً استشهدوا في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن 29 منهم استشهدوا خلال انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية.
وفي وقت سابق اليوم، قال مستشفى العودة في بيان إنه استقبل "19 شهيداً و146 مصاباً جرّاء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات للمواطنين من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع".
وأفاد المستشفى بوجود نحو "62 إصابة بحالة خطيرة جرى تحويلها إلى مستشفيات المحافظة الوسطى".
وقال مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى الحكومي، وسط القطاع، إنّ المشفى استقبل "7 شهداء وأكثر من 60 مصاباً، بينهم 10 بحالة خطيرة"، إثر استهداف إسرائيلي للفلسطينيين قرب محور نتساريم.
وأكد شهود عيان وجود شهداء ما زالوا على الأرض قرب محور نتساريم، حيث تعذر انتشالهم لخطورة الأوضاع في المكان.
وحتى الاثنين، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء والمساعدات المعروفة بـ"الآلية الأمريكية-الإسرائيلية" إلى 467 شهيداً فلسطينياً و3602 مصاب، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين، حسب بيانات صادرة عن وزارة الصحة بغزة والمكتب الإعلامي الحكومي.
وفي سياق متصل، قال مصدر طبي في المستشفى المعمداني في مدينة غزة إن 5 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الزيتون جنوب شرق المدينة فجراً.
وأمس الاثنين، قالت وزارة الصحة في القطاع، في بيان، إنّ 17 ألفاً و121 طفلاً أعمارهم بين يوم و17 عاماً استشهدوا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى منتصف يونيو/حزيران الجاري.
كما أشارت الوزارة إلى استشهاد 9 آلاف و126 امرأة خلال الفترة ذاتها، بالإضافة إلى 4 آلاف و137 مسناً ممن تزيد أعمارهم على ستين عاماً.
التواطؤ في جرائم حرب
في الأثناء، وجّهت 15 منظمة حقوقية رسالة مفتوحة إلى "مؤسسة غزة الإنسانية" حذّرتها فيها من أن "هذا النموذج الجديد في توزيع المساعدات بواسطة جهة خاصة ومسلّحة يشكل تغييراً جذرياً وخطراً مقارنة بالعمليات الإنسانية الدولية المعمول بها".
وأدانت المنظمات ما وصفته بنظام "غير إنساني وفتّاك"، داعية جميع الجهات والأفراد الذين دعموا أو يدعمون عمل هذه المؤسسة في مراكز التوزيع إلى وقف نشاطها.
وحذرت من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يعرض هذه المنظمات ومسؤوليها وممثليها ووكلاءها لمسؤوليات جنائية ومدنية بالتواطؤ في جرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو إبادة، وانتهاك القانون الدولي والقانون الأمريكي، وغيرها.
وترفض الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، المنظمة ذات التمويل الغامض والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.