ومنذ ساعات فجر الجمعة، استشهد ما لا يقل عن 12 فلسطينياً وأصيب آخرون، نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة بالقطاع، ضمن حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 22 شهراً.
وذكرت مصادر طبية وشهود عيان أنّ "قصف جيش الاحتلال طال منازل وتجمعات مدنيين ينتظرون مساعدات، ومراكز إيواء بمدينة غزة ووسط القطاع".
واستُشهد خمسة من عناصر تأمين المساعدات، وأصيب آخرون وصفت حالتهم بالخطيرة، بعد استهدافهم بطائرة إسرائيلية مسيّرة قرب بوابة "كيسوفيم" شرق مدينة دير البلح.
وفي غارة منفصلة، استهدفت مسيّرة إسرائيلية أرضًا زراعية شرق مخيم البريج وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد شقيقين.
وشمال قطاع غزة وتحديدا في بلدة جباليا، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين، فيما استشهد خلال ساعات الليل والفجر، ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات بمحيط مركز قرب "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وقصفت طائرة إسرائيلية تجمعاً للمدنيين قرب مفترق "السنافور" في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل، بينما وقعت غارة منفصلة استهدفت "عمارة كحيل" بجوار مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، بعد إنذار بالإخلاء، دون وقوع إصابات.
وفي حي الدرج شرق غزة، أُصيب 5 فلسطينيين إثر سقوط صاروخ لم ينفجر أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدرسة موسى بن نصير.
وعلى صعيد المجاعة، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية، أنه جرى تسجيل أربع حالات وفاة جديدة بينهم طفلان، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، نتيجة التجويع وسوء التغذية.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن حصيلة الوفيات جراء سياسة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، ارتفعت إلى 201 حالة وفاة، بينهم 98 طفلاً.
في غضون ذلك، حذر مستشفى "شهداء الأقصى" وسط قطاع غزة، من خروجه عن الخدمة "بالكامل" نتيجة نقص حاد بمادة السولار اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي.
وقالت المستشفى في بيان، إن كمية السولار المتوفرة لديه "قليلة جداً، ولا تكفي لتشغيل المستشفى إلا لساعات محدودة"، موضحاً أنه "إذا لم يجرِ تأمين السولار بشكل فوري وعاجل، فإن المستشفى سيخرج عن الخدمة بالكامل"، ما يهدد حياة مئات المرضى والجرحى.
يأتي ذلك في وقت تعاني فيه مستشفيات غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وانهيار شبه كامل في قدراتها التشخيصية والعلاجية.
ويعد "شهداء الأقصى" المستشفى المركزي الوحيد في المحافظة الوسطى، ويقدم خدماته لعشرات آلاف المواطنين مع استمرار الحرب ونقص الإمدادات الطبية والوقود.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ يتداخل التجويع الممنهج مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة 61 ألفاً و258 شهيداً و152 ألفاً و45 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.