وأفادت مصادر طبية وشهود عيان، بأن قصف جيش الاحتلال استهدف منازل وتجمعات لمدنيين ينتظرون مساعدات بمناطق القطاع.
وفي أحدث الهجمات، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 8 فلسطينيين وأصاب عشرات آخرين بإطلاقه النار على منتظري مساعدات بمحيط نقطة زيكيم شمال غربي قطاع غزة.
وحتى نهار الخميس، قتل جيش الاحتلال 27 فلسطينياً بأنحاء متفرقة في القطاع.
ففي شمال القطاع، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة استشهد على إثرها 8 فلسطينيين من عائلة "كشكو" عندما شن غارة على منزل مأهول بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
كما قتل جيش الاحتلال فلسطينيين اثنين بقصف نفذته طائرة مسيّرة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وفلسطيني آخر إثر استهداف شقة بحي الزيتون.
وفي مخيم البريج، وسط القطاع قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينياً بقصف مدفعي استهدف تجمعاً مدنياً.
أما في جنوب القطاع، فقتل جيش الاحتلال 15 فلسطينياً وأصاب آخرين جراء إطلاق نار استهدف منتظري المساعدات في مدينة خان يونس.
"كارثة صحية"
وفي سياق متصل، تسببت أضرار لحقت بشبكات الصرف الصحي جراء قصف إسرائيلي استهدف مدينة خان يونس جنوبي القطاع، في طفح مياه الصرف داخل مجمع ناصر الطبي، اليوم الخميس، ما أغرق بعض أقسام المستشفى وخيام المراجعين، وعرض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر.
وأفاد شهود عيان بأن المياه الملوثة تسربت، اليوم، إلى قسم طوارئ الباطنة الذي يرقد فيه مرضى مسنون ومصابون على أسرتهم، إذ غمرت المياه أرضيات القسم، ما اضطر الأطباء والممرضين إلى التنقل بحذر بين البرك الملوثة.
وقال رئيس قسم الباطنة في المجمع خالد أحمد، إنهم تفاجأوا بطفح مياه الصرف داخل القسم المزدحم بالمرضى، وبعضهم موصول بأجهزة أكسجين متنقلة، وأوضح أن البنية التحتية المتضررة تقع في مناطق يصنفها الجيش الإسرائيلي "حمراء"، ما يحول دون الوصول إليها، ومن ثم لا تتوفر إمكانية لإصلاحها.
وأكد أن الوضع يشكل "خطراً مباشراً" على الطواقم الطبية والمرضى الموجودين بعدد كبير في ظل الاكتظاظ الهائل الناتج عن نزوح مئات الآلاف إلى المدينة، وأضاف: "لا نستطيع نقل المرضى إلى مكان آخر لعدم وجود بديل، كما لا يمكن نقلهم إلى أقسام أخرى في المجمع بسبب التكدس الكبير للمرضى والجرحى المنومين".
ووصف أحمد الوضع بأنه "كارثي" ويهدد بانتشار الأمراض ونقل العدوى، مناشداً المنظمات الدولية التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، قائلاً: "نطالب بحل فوري، لأننا لا نستطيع العمل في هذه الظروف الخطيرة".
وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدئه حرب الإبادة إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ومستشفى ناصر الطبي هو الوحيد العامل في جنوب القطاع، إذ يقدم خدماته لمئات آلاف الفلسطينيين من سكان مدينة خان يونس والنازحين إليها من جنوب وشمال القطاع.
والاثنين الماضي، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، إن معدل إشغال المستشفيات وصل إلى 200%، فيما لا يعمل سوى 15 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة، بينها 4 مستشفيات مركزية فقط، وذكر أن 67 مركز رعاية أولية تعمل فقط من أصل 157، أما غرف العمليات فلم يتبق سوى 40 من أصل 110.
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات حقوقية وصحية من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين بخاصة المرضى والجرحى جراء العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما أنذرت وزارة الصحة بغزة عبر بيانات سابقة، من أن استمرار هذا العجز "يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية، ويعرض حياة آلاف المرضى، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقق".
وإلى جانب العجز الدوائي، فإن القطاع الصحي بغزة يواجه نقصاً مستمراً في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و776 شهيداً و154 ألفاً و906 مصابين فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصاً، بينهم 106 أطفال.