وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت أمس الجمعة، عن ثلاثة مصادر دبلوماسية، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً اليوم السبت، لمناقشة الخطة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الاجتماع المقرر في الساعة 19:00 بتوقيت غرينيتش، سيُعقد بطلب من أعضاء عدة في مجلس الأمن، وذلك في خضم قلق دولي متزايد إزاء الخطة الإسرائيلية.
وصباح اليوم السبت، أفادت المصادر بتأجيل موعد الجلسة إلى يوم غد الأحد، بدلاً من اليوم.
وقال مندوب فلسطين بالأمم المتحدة رياض منصور: "توجد مشاورات تجري مع مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة غداً السبت، من أجل الضغط لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع".
وأضاف منصور خلال مؤتمر صحفي في نيويورك أمس الجمعة، أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب عقد لقاءات مع المجموعة العربية لبحث التطورات في غزة".
ونوه إلى أن "عباس وزع رسالة الخميس طالب فيها المجتمع الدولي بلجم إسرائيل من الإقدام على حملة عسكرية كبرى، تستخدم فيها عديداً من الفرق العسكرية للسيطرة الكاملة العسكرية على قطاع غزة، مبتدئة من أكبر مدينة، وهي غزة".
وثمَّن مندوب فلسطين الأممي، مواقف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا، ومواقف الدول العربية والإسلامية، قائلاً: "نأمل أن تؤثر نحو منع إسرائيل من توسيع عدوانها في غزة"، مضيفاً أنه "لا بد أن نعمل على وقف الجنون الإسرائيلي وأن نسمح للسلام بأن يكون هو الخيار.. ما نحتاج إليه هو وقف الحرب وإدخال الطعام والمساعدات والسلام وإنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين".
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الخطة الإسرائيلية قد تؤدي إلى "مزيد من النزوح القسري والقتل والدمار الشامل، ما يؤدي إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين التي لا يمكن تصورها في غزة".
وفجر الجمعة، أقرَّت الحكومة الإسرائيلية خطة تدريجية عرضها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، وتهجير سكان مدينة غزة من الشمال إلى الجنوب.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، تليها المرحلة الثانية وتشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دُمرت أجزاء واسعة منها.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرةً من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و330 شهيداً و152 ألفاً و359 مصاباً من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.