وأفادت الوزارة في بيان أن هذه الوفيات جاءت نتيجة مباشرة للجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد، إن 61 شهيداً و363 مصاباً سقطوا بنيران جيش الاحتلال خلال آخر 24 ساعة. وأضافت: "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 61430 شهيداً 153213 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023م، وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 9921 شهيداً و41172 مصاباً".
وفي نفس السياق أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، بأن 1115 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع خلال الفترة ما بين 27 يوليو/تموز و8 أغسطس/آب 2025، من أصل 7800 شاحنة يحتاج إليها القطاع لتفادي المجاعة خلال المدة ذاتها، وهو ما يمثل 14% فقط من الاحتياجات الفعلية.
وأشار المكتب إلى أن عدداً كبيراً من هذه الشاحنات تعرض للنهب والسطو، في ظل ما وصفه بـ"فوضى أمنية ممنهجة" يفتعلها الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سياسة تستهدف تجويع السكان وبث الفوضى لإضعاف صمودهم.
وأكد المكتب أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات يومياً لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لنحو 2.4 مليون نسمة، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ودعت الحكومة في غزة الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات، خصوصاً الغذاء وحليب الأطفال والأدوية المنقذة للحياة، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها بحق المدنيين.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت الثلاثاء، أن قطاع غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميا لإنهاء المجاعة الناتجة عن الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو عامين.
من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ عدة أيام، واصفاً الوضع الإنساني في القطاع بأنه غير مسبوق من حيث مستويات الجوع واليأس.
ارتفاع عدد ضحايا القصف
أفادت مصادر طبية باستشهاد 48 فلسطينياً خلال 24 ساعة، جراء قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع، بينما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس تنفيذ عمليات قصف صاروخي على مواقع إسرائيلية.
وفي حادث منفصل، أفادت مصادر طبية باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 180 آخرين، بينهم أطفال، بعد استهدافهم من جيش الاحتلال في أثناء انتظارهم مساعدات قرب منطقة زيكيم شمالي القطاع. وأكد أطباء أن عديداً من المصابين تعرضوا لإصابات مباشرة في الصدر والرأس.
كما استُشهد الطفل مهند زكريا عيد بعد سقوط صندوق مساعدات عليه في مخيم النصيرات وسط القطاع، ليرتفع عدد ضحايا عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات إلى 23 شهيداً منذ بداية الحرب.
استمرار إغلاق المعابر وتدهور الوضع الصحي
تواصل سلطات الاحتلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار 2025، ومنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما فاقم من انتشار المجاعة وتدهور الأوضاع الصحية.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة بين مارس/آذار ويونيو/حزيران، نتيجة استمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن واحداً من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، مشيرة إلى أن الحصار المتعمد وتأخير دخول المساعدات أديا إلى وفيات كان بالإمكان تفاديها.
كما حذرت الوكالة الأحد، من نقص حاد في حفاضات ومستحضرات التنظيف الخاصة بالأطفال في غزة، مؤكدة أن توفير هذه المستلزمات يعد أمراً "بالغ الأهمية" للحفاظ على صحتهم.
وأوضحت الوكالة، في منشور عبر منصة "إكس": "يتم بيع نحو 300 مليون حفاضة يومياً حول العالم، بينما في غزة هناك نقص شديد في توفر الحفاضات". وقالت: "يعد توفير الإمدادات الأساسية بما في ذلك الحفاضات والصابون والمناديل المبللة أمراً بالغ الأهمية لبقاء الأطفال والحفاظ على صحتهم".
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة 61 ألفاً و369 شهيداً و152 ألفاً و850 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.