وتخلل المظاهرة، التي دعا إليها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، صدامات عنيفة مع قوات الشرطة، أسفرت عن إصابة 26 شرطياً، بينهم أربعة في حالة خطرة، واعتقال 25 شخصاً.
وقالت شرطة لندن إن الاشتباكات اندلعت عندما حاول عدد من المتظاهرين اختراق الحواجز الأمنية والدخول إلى مناطق كانت تشهد تظاهرات مضادة. وأضافت أن المتورطين واجهوا رجال الشرطة بالعنف الجسدي واللفظي، ما استدعى تعزيزات أمنية للفصل بين المجموعات المتنافسة، خصوصاً مع تنظيم مسيرة "مناهضة للعنصرية" شارك فيها نحو 5 آلاف شخص على بُعد ميل شمال موقع المظاهرة.
وصرح مساعد مفوض الشرطة، مات تويست، بأن "عدداً كبيراً من المشاركين جاء لممارسة حقه في الاحتجاج، لكن البعض كان يعتزم ارتكاب أعمال عنف"، مؤكداً أن الاعتقالات شملت تهم الشغب والاعتداء وارتكاب جرائم أخرى. من جانبها، أدانت وزيرة الداخلية البريطانية، شعبانة محمود، الاعتداءات على عناصر الشرطة، وأكدت أن "من يشارك في أنشطة إجرامية سيواجه القانون بكل صرامة".
وتأتي هذه التظاهرة في سياق سلسلة احتجاجات يمينية شهدتها المملكة المتحدة هذا العام، لا سيما ضد سياسات الهجرة وإيواء طالبي اللجوء في الفنادق. وقال تومي روبنسون أمام الحشد إن "الأغلبية الصامتة لن تبقى صامتة بعد الآن"، معتبراً التظاهرة "بداية ثورة ثقافية"، على حد تعبيره.
ورُفعت خلال المظاهرة أعلام بريطانية، بينما طالب المشاركون بحرية التعبير واستقالة رئيس الوزراء كير ستارمر، في حين تصدرت قضية الهجرة غير النظامية شعارات المحتجين. وقال أحد المشاركين، ويدعى ريتشي (28 عاماً) من بريستول، إنه لا يعتبر نفسه عنصرياً، لكنه "قلق من التحول الديموغرافي"، واصفاً تدفق المهاجرين غير النظاميين بـ"الغزو".
ويُعرف تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون (42 عاماً)، بتاريخه في قيادة مجموعات يمينية متطرفة، أبرزها "رابطة الدفاع الإنجليزية"، كما أدين عدة مرات بتهم تشمل الإخلال بالنظام العام، والازدراء بالمحكمة، وتشويه السمعة، وكان قد سُجن في 2018 و2024.
وشهدت المظاهرة مشاركة شخصيات يمينية متطرفة محلية ودولية، بينها ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وإريك زمور، زعيم حزب "استرداد" الفرنسي. وأفادت تقارير بأن تومي روبنسون يحظى بدعم من الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
في سياق متصل، تواصلت في بريطانيا التوترات بشأن حرية التعبير، خصوصاً بعد توقيف أحد معدّي البرامج في مطار هيثرو مطلع الشهر الجاري بتهمة نشر رسائل معادية للمتحولين جنسياً. كما تزايدت الانتقادات على خلفية اعتقال محتجين داعمين لحركة "التحرك من أجل فلسطين"، التي صنّفتها الحكومة "منظمة إرهابية"، في وقت شهدت لندن العام الماضي مسيرة مؤيدة لفلسطين شارك فيها نحو 300 ألف شخص في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.