وقال المجلس في بيان رسمي إن "مليشيا الدعم السريع نفذت فجر الأحد هجمات بطائرات مسيّرة انتحارية، استهدفت بشكل ممنهج منشآت مدنية وبنية تحتية أساسية في النيل الأبيض، في انتهاك جديد يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب السوداني".
وأشار البيان إلى أن الهجمات طالت محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء، ومستودعات الوقود، ومطار كنانة المدني، مؤكداً أن ما وصفه بـ"الاعتداء الإجرامي" يُعد انتهاكاً للقانون الدولي ويمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجل ”قوات الدعم السريع”، وسط "صمت إقليمي ودولي مريب".
وجدد مجلس السيادة تحذيره من أن الحرب الجارية تستهدف الشعب السوداني، مشدداً على أن القوات المسلحة "ستواجه هذا العدوان بكل حزم".
ولم تصدر ”قوات الدعم السريع” حتى الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، أي تعليق على الاتهامات الموجهة إليها.
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من ترحيب الحكومة السودانية بأي مبادرات إقليمية أو دولية تهدف إلى إنهاء الحرب ووقف هجمات الدعم السريع على المدن والبنية التحتية، وذلك في أعقاب بيان صادر عن المجموعة الرباعية (مصر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة) دعت فيه إلى هدنة إنسانية مدتها 3 أشهر، تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري بأن طائرات مسيّرة تابعة لـ”قوات الدعم السريع” هاجمت مواقع عسكرية ومنشآت مدنية في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، بما في ذلك مقر الفرقة 18 التابعة للجيش ومستودعات وقود على الضفة الغربية للنيل، بالإضافة إلى القاعدة الجوية ومطار كنانة، ومحطة كهرباء أم دباكر شرق المدينة.
وأكد شهود عيان في كوستي سماع دوي انفجارات قوية، فيما لم تُعرف بعد حصيلة الأضرار الناجمة عن هذه الهجمات.
وفي تطورات متزامنة، أعلن الجيش أن طائرات مسيّرة هاجمت أيضاً منشآت في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، صباح السبت، مؤكداً أن الدفاعات الأرضية تصدت لها دون وقوع خسائر.
وكانت العاصمة الخرطوم قد شهدت في وقت سابق من الأسبوع هجمات مماثلة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية بينها مصفاة للنفط ومحطة كهرباء، تبنى "تحالف تأسيس السودان" التابع لـ”قوات الدعم السريع” المسؤولية عنها.
تأتي هذه الضربات بعد أشهر من الهدوء النسبي في العاصمة، التي كان الجيش قد استعاد السيطرة على معظم أحيائها في مايو/أيار الماضي، بعد أن كانت تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي السياق السياسي، رفضت الحكومة السودانية أمس السبت، مقترح هدنة إنسانية قدمته المجموعة الرباعية، ورفضت أي عملية انتقال سياسي لا تكون الحكومة المعينة من الجيش طرفاً فيها، مشددة على أن أي تسوية يجب أن تحترم سيادة السودان ومؤسساته الشرعية، وأن "الشعب السوداني وحده يحدد شكل الحكم عبر توافق وطني بقيادة الحكومة الانتقالية".
ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، منذ أبريل/نيسان 2023 حرباً أسفرت عن مقتل زهاء 20 ألف شخص ونزوح ولجوء 15 مليوناً، حسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.