جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع الطاولة المستديرة التركي السوري، الذي جرى عقده الثلاثاء في العاصمة أنقرة، بحضور وزير التجارة التركي عمر بولاط، ووزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار.
وأشار حصارجيكلي أوغلو إلى أن الشركات التركية حريصة على الانخراط في جهود إعادة الإعمار في سوريا، معتبراً أن المرحلة الأصعب التي مرت بها البلاد قد باتت وراءها، وأن الأوضاع بدأت تميل نحو الاستقرار.
وشدد على أهمية إنشاء بنية تحتية ملائمة للاستثمار والأعمال، وتعزيز الأمن، والاستفادة من الخبرات التركية، ولا سيما فيما يتعلق بنموذج المناطق الصناعية، الذي ساهم في تحوّل تركيا إلى دولة صناعية رائدة.
وأوضح أن عالم الأعمال التركي يدعم رؤية تقوم على وحدة الأراضي السورية، ويرى أن تطوير القطاع الخاص في سوريا ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة، مؤكداً التزام تركيا دعم هذه الجهود.
في وقت سابق اليوم الثلاثاء، وقّعت تركيا وسوريا بروتوكولاً لتأسيس لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة، وذلك خلال مراسم أقيمت في مقر وزارة التجارة التركية بأنقرة، بحضور الوزيرين بولاط والشعار.
وقال الوزير بولاط إن الإدارة والاقتصاد القويين في سوريا سيساهمان في تعزيز الاستقرار الإقليمي، فضلاً عن تحسين الأوضاع داخل البلاد، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 1.9 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ 2.6 مليار دولار خلال عام 2024 بأكمله.
وكشف عن تقديم بلاده مقترحاً لتوقيع اتفاق شراكة اقتصادية شاملة من الجيل الجديد مع سوريا، بديلاً عن اتفاقية التجارة الحرة السابقة التي جُمّدت في 2011، مشيراً إلى أن الهدف هو دمج اقتصادي البلدين في نموذج يُحتذى به في المنطقة.
وأشار بولاط إلى خطة لتأسيس لجنة جمركية مشتركة، موضحاً أن أنقرة تواصل تحديث وتوسيع المعابر الحدودية السبعة النشطة مع سوريا لتلبية الطلب المتزايد في حركة التجارة والمسافرين.
وفي خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون المؤسسي، أعلن الوزير التركي عن إعادة تأسيس مجلس الأعمال التركي-السوري، بموجب مذكرة تفاهم ستُوقّع الأربعاء في إسطنبول، بالتعاون مع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي.
كما كشف عن تحضيرات تقوم بها البنوك التركية للدخول إلى السوق السورية في أقرب وقت ممكن، في خطوة اعتبرها جزءاً من انخراط أوسع في جهود إعادة إعمار البلاد.
من جهته، أكد وزير الاقتصاد والصناعة السوري، نضال الشعار، أن بلاده تعتبر تركيا شريكاً استراتيجياً لا غنى عنه، مشيداً بعمق العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أن تركيا تمثّل "الوطن الثاني" لكثير من السوريين، مؤكداً أن دمشق وأنقرة ستواصلان السير معاً على طريق الإنتاج المشترك، والأسواق المتكاملة، والاستثمارات المتبادلة.