ودعت الوزارة في بيان إلى "إعلان وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، مشيرة إلى أن المنطقة تحتاج الآن إلى السلام والاستقرار أكثر من أي وقت مضى.
كما جدّدت أنقرة دعمها "لنضال الشعب الفلسطيني العادل"، مؤكدة أنه "لا يمكن تحقيق استقرار أو سلام دائمين في المنطقة إلا من خلال حل الدولتين".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و64 شهيداً، و156 ألفاً و573 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.
وبشأن العلاقات مع دمشق، قالت مصادر في وزارة الدفاع إن عملية إعادة هيكلة الجيش السوري اكتسبت زخماً، مضيفة أن تركيا وسوريا وقعتا في 13 أغسطس/آب الجاري "مذكرة تفاهم للتدريب والاستشارات المشتركة"، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية السورية وتطوير التعاون العسكري بين البلدين.
وفي 13 أغسطس/آب، وقع وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره السوري مُرهف أبو قصرة، مذكرة تفاهم للتدريب والاستشارات المشتركة خلال زيارة وفد سوري إلى العاصمة أنقرة.
وأوضحت المصادر، عقب المؤتمر الصحفي الأسبوعي بمقر الوزارة في العاصمة أنقرة، أن الاتفاق سرّع عملية إعادة هيكلة الجيش السوري، إذ بدأت بالفعل برامج تدريب واستشارات ودعم فني وزيارات متبادلة، بالتنسيق مع وزارة الدفاع السورية.
وأشارت إلى أن وفداً من وزارة الدفاع السورية برئاسة مدير دائرة التدريب زار جامعة الدفاع الوطني التركية، في حين تستعد أنقرة لإيفاد فرق تقنية إلى سوريا لوضع خريطة طريق مشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية.
وأكدت أنقرة أن استقرار سوريا "أمر حيوي لأمن المنطقة"، مع تجديد دعمها لمبدأ "دولة واحدة، جيش واحد".
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، بعد 24 عاما في الحكم.
ورداً على تقارير إعلامية تحدثت عن نية تركيا إرسال قوة حفظ سلام إلى أوكرانيا، قالت مصادر الوزارة إن أنقرة "دولة منتجة للسلام والاستقرار" وتسعى لدعم المبادرات في هذا الاتجاه، لكنها اعتبرت أن الحديث عن مشاركة في مثل هذه المهمة "سابق لأوانه".
وأوضحت أن أي مهمة من هذا النوع تتطلب أولاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ثم تحديد الإطار الواضح للمهمة وواجباتها، بالإضافة إلى حجم مساهمة كل دولة، مؤكدة أن "بناء تقييمات على توقعات غير مستندة إلى أرضية ملموسة أمر غير صحيح".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
كما تطرقت المصادر التركية إلى لقاء جمع وزير الدفاع التركي يشار غولر مع نظيره الياباني غين ناكاتاني، الذي زار أنقرة في 19 أغسطس/آب.
ووصفت اللقاء بأنه "مثمر"، مشيرة إلى أنه تناول تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي، ودعم الاستقرار الإقليمي والعالمي، إلى جانب بحث فرص التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وأضافت أن المحادثات جرت في "أجواء ودية وبنّاءة"، عكست عمق العلاقات التاريخية بين تركيا واليابان، مؤكدة أن الزخم المتولد عنها "سيساهم في تعزيز العلاقات العسكرية ودفع التعاون العملي لمصلحة الشعبين".