وخلال كلمته في مؤتمر "غزة: مسؤولية إسلامية وإنسانية" المنعقد في إسطنبول، دعا القره داغي الدول العربية والإسلامية إلى حماية نفسها من مشاريع قادة الاحتلال الإسرائيلي مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وأضاف: "لا أقول اليوم احموا غزة فقط، بل احموا أنفسكم أيضاً".
وأكد أن "الواجب يفرض على العلماء والأمة جمعاء الوقوف إلى جانب فلسطين والدفاع عن قضاياها العادلة ونصرة شعبها المظلوم".
والأربعاء، أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالتعاون مع وقف علماء الإسلام في تركيا، عن تنظيم "مؤتمر غزة" في مدينة إسطنبول يوم الجمعة ويستمر حتى 29 أغسطس/آب الجاري، بمشاركة أكثر من 100 عالم من 50 دولة.
ويعقد المؤتمر تحت شعار: "غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية"، ويتضمن نحو 28 ورشة عمل تبحث قضايا تتعلق بفلسطين والقدس والأمة الإسلامية، على أن يفتتح ببيان بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد السلطان أيوب، ويختتم ببيان ختامي أمام مسجد آيا صوفيا الكبير.
ويأتي تنظيم المؤتمر بحسب القره داغي: "إيماناً بالواجب المفروض على العلماء والأمة جمعاء أن يقفوا مع غزة وفلسطين، وأن يحملوا أمانة الدفاع عن قضاياها العادلة، ونصرة شعبها المظلوم بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة".
ويسعى المؤتمر إلى "تحشيد الأمة الإسلامية والإنسانية لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية إلى غزة"، وكذلك تحقيق التحالف الإسلامي لمنع "الإبادة الجماعية والنازية والعنصرية تحت أي غطاء".
ويهدف المؤتمر أيضاً لتحقيق "حلف الفضول الإنساني" لمنع الانتهاكات الخطيرة للمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم العقوبات العادلة. ومن الأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها التوصل إلى إعلان إسطنبول لحلف للمؤسسات الحقوقية والبرلمانية والإنسانية على مستوى العالم، لمنع العدوان في غزة وعدم تكرارها.
ومن أهم ما يسعى إليه المؤتمر حسب القره داغي تحقيق تحالف إسلامي من الدول انطلاقاً من الرؤية التي طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبالتوازي مع الدول يسعى المؤتمر، حسب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لتشكيل "حلف الفضول" المؤلَّف من تحالف المؤسسات والمنظمات والمجتمعات المتعاطفة مع غزة في أنحاء العالم كافة.
وقال: "نسعى لتشكيل إعلان إسطنبول القائم على تحالف المؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية بالانتهاكات التي تحدث في غزة."، وأضاف: "هدفنا في نهاية المطاف وقف العدوان (الإسرائيلي) على غزة وفضح الاحتلال، وقد فُضحوا وساءت وجوههم، ونبين للعالم أن المقاومة في غزة مقاومة مشروعة وليست إرهاباً".
ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار المستمر والقصف الإسرائيلي المتواصل، إذ يفتقر الفلسطينيون إلى الغذاء والماء والدواء، فيما تؤكد منظمات الإغاثة أن إسقاط المساعدات جواً لا يلبّي سوى جزء ضئيل من احتياجات المدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و192 شهيداً، و157 ألفاً و114 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.