العالم
8 دقيقة قراءة
معبر بيت حانون-إيرز
تتبع سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تسيطر على المعبر بشكل كلي إجراءات أمنية مشددة وصارمة، كما أن عملية فتح المعبر أو إغلاقه في وجه العابرين الفلسطينيين بالخصوص تخضع لمزاج الضباط الإسرائيليين الذين يسمحون بدخول من شاؤوا ومنع من شاؤوا أيضاً.
معبر بيت حانون-إيرز
معبر بيت حانون-إيرز / صورة: AA
1 نوفمبر 2023

يجمع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة المحاصر كثير من المعابر الحدودية. وأبرز هذه الحواجز معبر بيت حانون، الذي يُعتبر المعبر الوحيد الذي تمرّ منه البعثات الأجنبية إلى داخل قطاع غزة.

فما معبر بيت حانون؟ ولماذا تغلقه السلطات الإسرائيلية من فترة إلى أخرى، خصوصاً في أثناء المعارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة؟

أين يقع معبر بيت حانون؟

يقع معبر بيت حانون البري، أو معبر إيرز، وفق التسمية المعتمدة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في أقصى شمال قطاع غزة بين مدينة غزة ومختلف المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، خصوصاً الموجودة في شمال القطاع.

كما يربط قطاع غزة بالضفة الغربية، إذ لا يُسمح لغير الفلسطينيين والمستوطنين اليهود بالمرور من بوابات المعابر الأربعة الأخرى، إلا في معبر بيت حانون.

أصل تسمية معبر بيت حانون

سُمي هذا الحاجز الحدودي بمعبر بيت حانون نسبةً إلى قربه من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة المحاصر، غرب مدينة بيت لاهيا. وهي قرية فلسطينية قديمة كان بها بيت لعبادة الآلهة والأصنام، أسَّسه ملك يعتنق الوثنية، يُدعى الملك حانون، ثم حملت القرية اسمه في ما بعد واشتهرت به.

وتسمية معبر بيت حانون هي التسمية الشائعة والمعتمدة في الأوساط الفلسطينية، سواء في القطاع المحاصر والضفة الغربية حتى عرب الداخل المحتل، أو عرب 48.

لكن هذا المعبر الحدودي يحمل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي اسماً آخر، إذ يطلقون عليه معبر إيرز نسبة إلى قربه من مستوطنة إيرز (شمال شرق المعبر)، حيث يتبع المعبر الأخيرة إدارياً.

أيام عمل معبر بيت حانون

تتبع سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تسيطر على المعبر بشكل كلي إجراءات أمنية مشددة وصارمة، كما أن عملية فتح المعبر أو إغلاقه في وجه العابرين الفلسطينيين بالخصوص تخضع لمزاج الضباط الإسرائيليين الذين يسمحون بدخول من شاؤوا ومنع من شاؤوا أيضاً، دون أن يستند ذلك إلى قوانين وضوابط كما هي الحال في مختلف دول العالم.

نفس الشيء ينطبق على أيام وساعات العبور (الدخول والخروج)، إذ يغلق معبر بيت حانون-إيرز في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية لليهود.

ويفتح المعبر في وجه العابرين خمسة أيام في الأسبوع، من يوم الأحد إلى يوم الخميس، بين الساعة السابعة والنصف صباحاً (07:30) حتى الرابعة والنصف مساءً (16:30)، ويفتح في يوم الجمعة أيضاً ولكن بتوقيت مغاير، إذ يفتح من الساعة السابعة والنصف صباحاً (07:30) حتى الواحدة والنصف (13:30)، فيما يغلق معبر بيت حانون بشكل كامل يوم السبت، الذي يُعتبر العيد الأسبوعي لدى اليهود.

بشكل عام، لا يفتح معبر إيرز في وجه الفلسطينيين الراغبين في الدخول إلا في يوم الجمعة، إذ يسمح لهم في هذا اليوم (عيد المسلمين الأسبوعي) بالدخول إلى قطاع غزة فقط لأنه غير مسموح لهم بالخروج عبره من قطاع غزة، باستثناء بعض الحالات الصحية الحرجة والمستعجلة التي تحتاج إلى الاستشفاء والعلاج في المشافي الإسرائيلية وبالضفة الغربية والأردن أيضاً.

وخلال يوم الجمعة أيضاً يُمنع الأجانب وحاملو الجنسية الإسرائيلية من الدخول أو الخروج من المعبر.

الفئات المسموح لها بعبور معبر بيت حانون

يُعتبر معبر إيرز أو معبر بيت حانون، وفق التسمية المعتمدة فلسطينياً وعربياً، هو المعبر البري الوحيد الذي يربط مدن وبلدات وقرى قطاع غزة المحاصر بالضفة الغربية والكيان الإسرائيلي، إلى جانب كونه الممر الوحيد لسكان القطاع للوصول إلى دول أخرى، خصوصاً في الأوقات التي يكون فيها معبر رفح المصري مغلقاً أو تحت الصيانة.

ورغم الإجراءات التعسفية التي تطبقها سلطات الاحتلال فإنها حددت بعض الفئات المسموح لها بالعبور، وخصوصاً الفلسطينيين، إذ لا يسمح بالعبور إلا لفئات معينة من سكان قطاع غزة، وعلى رأسهم الحالات الصحية الحرجة والمستعجلة، بالإضافة إلى أعضاء المنتخبات الرياضية الوطنية الفلسطينية، وإلى جانب التجار الفلسطينيين والطلبة الجامعيين الذين يرغبون في استكمال دراستهم الجامعية والأكاديمية في الخارج، سواء عن طريق المنحة أو بتمويل شخصي، إذ يُطلب من هذه الفئات الفلسطينية التقدم بطلب أو تصريح للعبور من طرف السلطات الإسرائيلية قبل موعد السفر. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة مهمة من هذه التصاريح تُرفض بشكل كبير، دون أدنى تبرير حول سبب الرفض.

كما أن نسبة مهمة جداً من سكان قطاع غزة المحاصر غير مسموح لهم أصلاً بالتقدم بطلب تصاريح العبور، فما بالك بالعبور؟ خصوصاً الذين يشتبه بهم في الانضمام إلى حركات المقاومة الفلسطينية داخل القطاع، وحركة المقاومة الإسلامية حماس بشكل خاص.

كما يُعَدّ معبر بيت حانون-إيرز المعبر الحدودي الوحيد الذي تمرّ منه البعثات الأجنبية والدبلوماسية، مثل المسؤولين الحكوميين الأجانب والمسؤولين الأمميين، مثل أعضاء الأمم المتحدة، فضلاً عن الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين والأجانب، الذين يريدون القيام بتغطيات إعلامية داخل القطاع، خصوصاً في الفترات التي تشهد مواجهات وعمليات عسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية المتمركزة في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 سنة.

عراقيل معبر بيت حانون

يواجه جميع المارّين من معبر بيت حانون البري، وخصوصاً الفلسطينيين، عديداً من العراقيل والاستفزازات، إذ يجري ابتزازهم من طرف عناصر المخابرات الإسرائيلية مقابل السماح لهم بالعبور دخولاً وخروجاً.

وتتعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال المواطنين الفلسطينيين في المعبر، ومن ثم اقتيادهم نحو أقبية المخابرات قصد التحقيق معهم لأسباب تافهة وغير مقنعة، مستعملة أسلوب الابتزاز والتهديد في أحيان كثيرة، إذ تستغلّ حاجتهم الملحة إلى السفر، بهدف الحصول على معلومات، والرافضين منهم للتعامل معهم يمنعونهم من السفر أو يجري اعتقالهم فقط لأنهم رفضوا التحدث والإجابة عن أسئلة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.

لماذا يغلق معبر بيت حانون؟

يشهد معبر بيت حانون-إيرز عديداً من عمليات الإغلاق بشكل مستمر، إذ يجري إغلاقه بين الفينة والأخرى بهدف استفزاز الفلسطينيين، سواء كانوا تجاراً ورجال أعمال أو صحفيين أو حقوقيين، بل تشمل حتى المواطنين العاديين الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى الحالات الإنسانية الحرجة والمستعجلة.

فمعبر بيت حانون يكون في بعض الأحيان مفتوحاً إلا أنه يبدو كأنه مغلق في نفس الوقت، إذ لا يسمح لأحد بالعبور بسبب الشروط التعسفية التي تشترطها سلطات الاحتلال، وترفض كثيراً من طلبات العبور لأسباب تافهة وغير ذات أهمية. وكان آخر عملية إغلاق شهدها معبر بيت حانون بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إذ باغتت قوات الاحتلال، وتمكنت من أسْر العشرات من المستوطنين اليهود، غالبيتهم من الجنود.

والهدف من وراء هذا كله هو محاولة الضغط على الجانب الفلسطيني شعباً وفصائل، خصوصاً حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ سنوات. ومن أجل تشديد الخناق والحصار على القطاع، حتى يجري إخضاعه بالكامل. وهو الأمر الذي فشلت فيه إسرائيل حتى الآن.

أحداث مرتبطة بمعبر بيت حانون

شهد معبر بيت حانون، أو معبر إيرز كما يحلو لسلطات الاحتلال الإسرائيلي تسميته، عديداً من الأحداث والوقائع التي تداولتها مختلف القنوات الإعلامية الدولية، والتي ظهرت فيها هشاشة الجيش العبري رغم ما يزعمه من قوة وتطور.

ومن ذلك العملية الاستشهادية التي قامت بها الفلسطينية ريم الرياشي (22 سنة) في الرابع عشر من شهر يناير/كانون الثاني سنة 2004، في أثناء الانتفاضة الثانية، إذ كانت ترتدي حزاماً ناسفاً ثم توجهت نحو مجموعة من جنود الاحتلال بعد أن خدعت بعضهم بوجود قطعة من البلاتين في ساقها حتى لا يكتشف أمرها في جهاز الكشف الأمني الخاص. وما إن وصلت وسطهم حتى فجرت نفسها وتمكنت من قتل 4 جنود صهاينة، فيما أُصيب 10 آخرون، وفق ما ذكره شيمني، قائد الفرقة العسكرية الصهيونية في حيفا.

وفي بيان مشترك أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، مسؤوليتهما عن هذه العملية الفدائية.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
"تلتزم تحقيق السلام مع لبنان".. المبعوث الأمريكي يدافع عن إسرائيل رغم اعتداءاتها المتواصلة
البرغوثي: نواجه مخططات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.. وأمريكا تواصل انحيازها الكامل لإسرائيل
مظاهرة داعمة لفلسطين أمام البيت الأبيض احتجاجاً على زيارة نتنياهو
جيش الاحتلال يعلن اعتقال خلية يزعم أنها تتبع فيلق القدس الإيراني جنوبي سوريا
ترمب يتوعد الدول المتحالفة مع بريكس برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيلاً وسط استمرار البحث عن مفقودين
ترمب: أمامنا فرصة جيّدة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة هذا الأسبوع
قادة "بريكس" يدعون إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ويُدينون الهجمات على إيران
القسام تستهدف تجمعات لجيش الاحتلال بخان يونس وتقصف مستوطنتين محاذيتين لغزة
بلا نتيجة حاسمة.. انتهاء الجلسة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل
جيش الاحتلال يستهدف مواني ومحطة كهرباء في اليمن والحوثيون يعلنون التصدي للهجوم
الضفة.. شهيدان في نابلس وإخطارات بالهدم في الخليل و296 انتهاكاً إسرائيلياً في سلفيت
الدوحة.. جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لأجل وقف إطلاق النار في غزة
"بملايين الدولارات".. تقرير بريطاني: شركة أمريكية تخطط لتهجير فلسطينيي غزة عبر المساعدات الإنسانية
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب باتفاق شامل تزامناً مع مفاوضات الدوحة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us