سياسة
6 دقيقة قراءة
وضع مأساوي.. كيف يواجه المحاصَرون في غزة فصل الشتاء؟
تزداد المخاوف من أن مناخ فصل الشتاء الصّعب سوف تتعمّق آثاره على سكان غزة، بسبب الحصار الخانق إلى جانب خروج عشرات المستشفيات عن الخدمة، فضلا عن انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الوقود.
وضع مأساوي.. كيف يواجه المحاصَرون في غزة فصل الشتاء؟
Gaza / صورة: AA
22 نوفمبر 2023

مع دخول فصل الشتاء وتدنّي درجات الحرارة الذي يرافقه، حذَّرت منظمات عربية ودولية من كارثة إنسانية تهدّد حياة الفلسطينيين المحاصَرين داخل قطاع غزة، بعد مرور أكثر من شهر ونصف على بدء عمليّة "السيوف الحديدية" التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وتتركز المخاوف على مسألة أن مناخ الفصل الصّعب سوف تتعمّق آثاره، بسبب غياب المعدّات والحصار الخانق إلى جانب خروج عشرات المستشفيات والمراكز الطبية التي استهدفها الاحتلال عن الخدمة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الوقود.

وبعد الإعلان عن هدنة مؤقتة في غزة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، تأمل المنظمات الإنسانية والأمميّة بأن تسهم المساعدات التي ستدخل القطاع في توفير حد أدنى للّاجئين، لكن الوضع رغم ذلك يصفه كثيرون من أبناء غزة بالكارثي والمأساوي، لغياب مراكز إغاثة تستجيب لحاجيّاتهم الحقيقية.

الوقود سلاح الحرب

وحذر المفوض العام لمنظمة الأونروا فيليب لازاريني في وقت سابق، من كارثة إنسانية تهدّد القطاع بسبب نقص الوقود، قائلاً في بيان صحفي إنه "من غير المعقول أن تضطرّ الوكالات الإنسانية إلى التسوّل للحصول على الوقود".

وأشار المسؤول الأمميّ إلى أن مستودعات الوقود في القطاع فارغة، بعد أن استخدمتها إسرائيل كسلاح حرب، مضيفاً أن "العملية الإنسانية في غزة تقترب من نهايتها، وسيعاني كثير من الناس، ومن المحتمل أن يموتوا".

وفي هذا الصدّد، يشرح محمد علام، الطبيب الجرّاح للأوعية الدموية، في المستشفى الجامعي أينتري في ليفربول (إنجلترا)، أنه "سواء أكانت درجات الحرارة مرتفعة أو منخفضة، فإن جسم الإنسان يخوض معركة مستمرة للحفاظ على الظروف الداخلية كما هي إلى حد كبير".

ويضيف لـTRT عربي أنه "عندما يشعر الإنسان بالبرد، يصبح الدم أكثر كثافة مما قد يسبّب تجلط الدم، ويمكن أن يسبب التخثّر في مشاكل عديدة على حسب العضو المصاب، إذ ترتفع نسب النوبات القلبية والسكتات الدماغية في الأيام التالية للطقس البارد".

ويوضح الطبيب أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل يؤثر البرد على قدرة الجسم على مكافحة العدوى، مضيفاً: "لهذا نرى في الأسابيع التالية للطقس البارد مزيداً من الوفيات الناجمة عن التهابات الجسم، مثل الالتهاب الرئوي، كما يمكن أن تتطوّر أمراض الرئة والسعال إلى مشاكل أكثر خطورة".

ويشير علّام إلى أنه "رغم أن كثيراً منا يعتقد أن المخاطر الصحية للبرد تقتصر على انخفاض حرارة الجسم، فإن الواقع هو أن كثيراً من الناس سيموتون بسبب مشاكل في القلب والرئة؛ نتيجة الطقس البارد".

ويضرب علّام مثلاً على حجّته بوفاة الآلاف سنوياً في جميع أنحاء المملكة المتحدة بسبب الطقس البارد، وهي إحدى بلدان العالم المتقدمة، "فما بال عشرات الآلاف من النازحين الذين ينامون في العراء في غزة"، وفق قوله.

ويتابع بالقول: "توجد أيضاً مشاكل عديدة تتفاقم أثناء التعرض للطقس البارد، لا سيما للأشخاص الذين لا يجدون مأوى، فالتعرّض للبرد الشديد في العراء ينتج عنه انقباض شديد للأوعية الدموية الطرَفيّة، مما قد ينتج عنه غرغرينا وتساقط الأطراف".

أطفال في العراء

ويؤكد الدكتور إيهاب أبو زيد، عضو اللجنة المركزية بحركة فتح في قطاع غزة، أن القطاع يعيش مأساة حقيقية في ظل الأوضاع الحالية.

ويقول أبو زيد لـTRT عربي، أنه "لا أحد في العالم يدرك حجم المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، فلا وقود هناك ولا كهرباء ولا ماء صالحاً للشرب".

ويشير إلى أن "مقومات الحياة نفسها نفدت، إذ يقف الناس صباحاً في طوابير للحصول على بعض الطعام والماء وملابسَ تقيهم انخفاض درجات الحرارة، وفي الليل يتعرَّضون للقصف فيلجؤون إلى العراء".

ويضيف أبو زيد أن "الوضع الإنساني في القطاع يزداد صعوبة، بخاصة في مراكز الإيواء التي يتكدّس فيها عشرات الآلاف من النازحين في ظروف قاسية جداً، فضلاً عن نفاد الوقود وصعوبة الحصول على مصادر التدفئة".

ويتابع القول: "لنا أن نتخيّل كيف هو وضع الأطفال وذويهم من النازحين الذين يفترشون الأرض في المدارس ومراكز الإيواء بدون أغطية، بل إن الآلاف أضحوا ينامون في العراء".

انهيار القطاع الصحي

ويعاني عديد من اللاجئين أمراضاً مزمنة، تعرّض أجسادهم لمخاطر أكبر عند التعرّض لدرجات حرارة متدنّية، كما أن صغار السنّ بخاصة معرّضون أكثر لعواقب فصل الشتاء.

ويوضح أبو زيد أن "هناك مئات الإصابات بالالتهاب الرئوي بين الأطفال النازحين، ومع استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات والمراكز الطبية، فإن احتمالية موت هؤلاء الأطفال بدون الحصول على العلاج اللازم تزيد".

وذكرت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان رسمي، خروج عشرات المستشفيات والمراكز الطبية داخل محافظات القطاع عن الخدمة بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء، إضافة إلى استهدافها من قبل الطيران الحربي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمنع من توفير الرعاية الطبية اللازمة لأي شخص يتعرض لمضاعفات صحيّة بسبب الشتاء.

وحمّل الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدوليَّ وجميع الدول الموقّعة على اتفاقية جنيف الرابعة، المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية وما وصفه بالكارثة الإنسانية التي تهدد القطاع.

من جانبها، حذَّرت وزارة الصحة الفلسطينية من انهيار المنظومة الطبية داخل قطاع غزة بشكل كامل، بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء، وخروج عشرات المستشفيات عن الخدمة.

وأشارت الوزارة في بيان صحفي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمّد خلال توغّله في مباني مجمع الشفاء إلى إحداث التخريب في أجهزة الأشعة والعديد من الأجهزة الطبية في مبنى الجراحات التخصصي.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us