وأضاف فيدان، في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في جدة، أن ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني "هو أن نتحرك ونتدخل بشكل جماعي"، مشدداً على ضرورة إبقاء إسرائيل "تحت ضغط قوي ومنسق من أجل التوصل إلى حل دائم".
وشدد فيدان على أن الشعب الفلسطيني "يحتاج إلى تحرك إسلامي جماعي من أجله"، مؤكداً أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "بات يتحول خطوة بعد أخرى إلى حقيقة لا رجعة عنها".
وأوضح فيدان أن الفلسطينيين "يكافحون الجوع ويواجه أكثر من نصف مليون منهم خطر المجاعة"، مشيراً إلى إعلان الأمم المتحدة الذي أكد رسمياً وجود مجاعة في غزة. وشدد على أن ما يجري "ليس كارثة طبيعية، بل نتيجة متعمدة من قبل إسرائيل عبر منع دخول المساعدات الإنسانية".
وأضاف الوزير التركي أن "الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام، بل تسعى إلى محو الشعب الفلسطيني من أرضه بالكامل، وهذا ما لن نسمح به".
وتابع فيدان: "نرحب بالجهود الدولية الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين"، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني "بحاجة إلى دعم جماعي حقيقي" لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تقتصر على قطاع غزة فقط، بل "امتدت إلى لبنان وسوريا"، محذراً من خطورة استمرار هذه الهجمات على استقرار المنطقة، ومؤكداً في الوقت نفسه ضرورة "حماية المسجد الأقصى ومنع اقتحامات المستوطنين".
واليوم الاثنين بدأ وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، اجتماعا طارئا لبحث سبل مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
ويشارك في الاجتماع الطارئ الذي يترأسه فيدان، باعتبار تركيا الرئيسة الحالية لمجلس وزراء خارجية المنظمة، ممثلون عن 57 دولة، لبحث "الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وقرار إسرائيل بتوسيع عملياتها في غزة"، وفق بيان للخارجية التركية.
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه خلال الاجتماع، إن “إعلان رؤية "إسرائيل الكبرى" يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مندداً ببناء المستوطنات في الضفة الغربية وبقتل الصحفيين في قطاع غزة”، ومطالباً بوقف إطلاق النار في غزة ومنع بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
من جانبه، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن العدوان الإسرائيلي يستهدف المنطقة برمتها وليس فلسطين فحسب، وطالب بحشد الأدوات المتاحة كافة للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية. وأضاف: “مستعدون للعمل مع الإدارة الأمريكية وفرنسا والسعودية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لوقف حرب الإبادة بغزة”.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال كلمته، إن “الشعب الفلسطيني يتعرض لأفظع صور القتل والتجويع الإسرائيلي والتحرك لاحتلال غزة ينتهك القانون الدولي ومرفوض”، وأضاف: “المسارات الإسرائيلية تهدد السلم وعازمون على مواجهة التهديد وسنواصل حشد الدعم لإقامة دولة فلسطينية”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و686 شهيداً، و157 ألفاً و951 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلاً.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.