العالم
5 دقيقة قراءة
في ذكرى الانقلاب.. قصة عدنان مندريس أول رئيس وزراء تركي أعدمه الانقلابيون
قبل 64 عاماً، وفي الـ27 من مايو/أيار 1960، عاشت تركيا أسوأ يوم في تاريخ ديمقراطيتها، إذ انقلبت مجموعة من الجيش على أول رئيس وزراء منتخب عدنان مندريس.
في ذكرى الانقلاب.. قصة عدنان مندريس أول رئيس وزراء تركي أعدمه الانقلابيون
مندريس هو أول رئيس وزراء تركي يواجه انقلاباً عسكرياً ينتهي بالإطاحة به وإعدامه، وذلك في سبتمبر/أيلول 1961 / صورة: DPA
27 مايو 2024

تحلّ اليوم الذكرى 64 للانقلاب على عدنان مندريس، في 27 مايو/أيار 1960، وهو أول رئيس وزراء تركي منتخب، في أول انقلاب عسكري تشهده الجمهورية التركية منذ تأسيسها عام 1923، قبل أن يُحاكَم محاكمة عسكرية صورية عُقِدت عقب عزله من منصبه على أيدي مجموعة من الجيش، ويُعدم لاحقاً في 17 سبتمبر/أيلول 1961.

مَن عدنان مندريس؟

عدنان مندريس هو سياسي تركي بارز وُلِد عام 1899 في ولاية أضنة لعائلة ميسورة الحال، والتحق بالمعهد الأمريكي في إزمير ثم جامعة أنقرة التي حصل منها على شهادة في الحقوق. وكان مندريس منذ بداية ثلاثينيات القرن الماضي، عضواً في حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وأصبح لاحقاً نائباً في البرلمان عن الحزب.

وبعد إلغاء نظام الحزب الواحد عام 1945، قرر مندريس مع 3 نواب آخرين الانفصال عن حزب الشعب وتأسيس "الحزب الديمقراطي" الذي استطاع الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان في انتخابات عام 1950، وأصبح مندريس حينها رئيس الوزراء في أول سابقة لتولي شخص من خارج حزب الشعب الجمهوري هذا المنصب.

وتميّزت الفترة التي تولى فيها مندريس رئاسة الوزراء بجنوح نحو السياسات الليبرالية الاقتصادية، وانضمام تركيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فضلاً عن تخفيف حدة بعض الإجراءات التي رآها البعض مغالاة علمانية، مثل إلغاء حظر رفع الأذان باللغة العربية وإعادة مادة التربية الدينية إلى المناهج الدراسية.

انقلاب 1960

في خضم فترة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية شهدتها تركيا في نهاية الخمسينيات، استغلت مجموعة من ضباط الجيش يُقدّر عددهم بـ38 ضابطاً وجنرالاً، الظروف التي تعيشها البلاد وانقضّوا على السلطة، معلنين بيان الانقلاب في 27 مايو 1960.

وفي الساعة الرابعة من صباح اليوم المذكور، أعلن العقيد ألب أرسلان توركش عبر الإذاعة للشعب التركي، تولي القوات المسلحة التركية أمور البلاد، وفي نفس اليوم أُلقي القبض على مندريس، ووُضع في وقت لاحق مع عدد من أعضاء حزبه في سجن "ياسي أدا".

وبالإضافة إلى مندريس، أُلقي القبض على رئيس الجمهورية محمود جلال بيار وعدد من الوزراء، واقتيدوا إلى أنقرة، وبعدها سُجنوا في جزيرة "ياسّي أدا" في بحر مرمرة، لتبدأ بعد ذلك محاكمات عسكرية صورية، تنتهي بالحكم على بيار بالسجن مدى الحياة، وإعدام مندريس بعد توجيه اتهامات إليه أهمها خيانة الوطن والسعي لقلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية.

ووُجِّهت 13 تهمة إلى مندريس، حكمت المحكمة التي أُنشئت خصوصاً بعد الانقلاب بإدانته في 12 منها، وأصدرت المحكمة أحكامها بالإعدام على مندريس و13 آخرين، وبالسجن المؤبد على 31 شخصاً، في حين حُكم على 418 شخصاً بأحكام تتفاوت بين ستة أشهر وعشرين سنة سجناً، إلا أنه في وقت لاحق صدر عفو عن المحكوم عليهم بالإعدام باستثناء مندريس ووزيرَي ماليته وخارجيته.

وفي الساعة الواحدة وإحدى وعشرين دقيقة من ظهر 17 سبتمبر 1961، نُفّذ حكم الإعدام شنقاً على عدنان مندريس، رئيس وزراء تركيا الأول الذي وصل إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية.

إعادة الاعتبار والتكريم

تَطلَّب الأمر نحو 29 عاماً، عندما قررت تركيا ردّ الاعتبار إلى مندريس، وذلك عندما قرر الرئيس الأسبق تورغوت أوزال إصدار أوامر بنقل رفات مندريس ورفاقه من جزيرة ياسّي أدا حيث دُفنوا بعد إعدامهم، إلى مقبرة خاصة أقامتها بلدية إسطنبول على تلة قريبة من منطقة طوب قابي.

وفي الذكرى 29 لإعدام مندريس شارك أوزال مع مسؤولين في الدولة وقادة بالجيش ورؤساء الأحزاب وجماهير كبيرة في استقبال الرفات. وأعقب ذلك إطلاق اسم عدنان مندريس على عدد من المناطق، وجامعة حكومية، والمطار الدولي بولاية إزمير.

وفي مايو 2020 افتتح الرئيس رجب طيب أردوغان جزيرة "الديمقراطية والحريات" في إسطنبول، تزامناً مع الذكرى الستين لانقلاب 27 مايو 1960. وكانت الجزيرة المعروفة سابقاً بـ"ياسي أدا" شهدت صدور حكم الإعدام بحق مندريس ورفاقه، بعد الانقلاب العسكري.

وألقى الرئيس التركي كلمة في حفل افتتاح الجزيرة، قال فيها إن يوم انقلاب 27 مايو "كان أحد أسوأ الأيام في تاريخ تركيا"، إذ تعرَّضت قيادات الدولة في حينها "لأسوأ التصرفات والانتهاكات غير الإنسانية"، مضيفاً أن محاكمة مندريس كانت "غير شرعية"، وكانت "محاكمة لشعبنا وتاريخه ولأمتنا، وتلك خطوط سوداء لن تُمحَى من جبين الذين أصدروا قرار الإعدام بحق مندريس وزملائه".

مصدر:TRT عربي - وكالات
اكتشف
غروسي: تعاون إيران مع الطاقة الذرية التزام قانوني وليس خياراً
الاحتلال يواصل مجازره بحق مجوّعي غزة.. ولازاريني: الأونروا تواجه أزمة وجود
إيران تعتقل 26 شخصاً في خوزستان بتهمة التعاون مع إسرائيل
زعيم إسرائيلي معارض يعلق على قتل المستوطنين ثلاثةَ فلسطينيين بالضفة: مجزرة يهودية عنيفة
مستوطنون يقتلون 3 فلسطينيين ويصيبون 16 واستشهاد طفل في جنين وسط استمرار عمليات الهدم في طولكرم
"القسام" تنشر مشاهد لكمين خان يونس.. والاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود وتحقيقاته تكشف عن "خلل خطير"
الحرب في الشرق الأوسط تدفع بكين لإعادة إحياء مشروع "قوة سيبيريا 2" لنقل الغاز الروسي
قمة الناتو.. أردوغان يؤكد في لقائه بزعماء: أولويتنا التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة
عشرات الشهداء بمجازر إسرائيلية جديدة.. و”حكومة غزة”: الاحتلال يقنص المدنيين عند نقاط المساعدات
ترمب يدعي أن اتفاقاً بشأن غزة "بات وشيكاً جداً".. وحماس: الاتصالات بين الوسطاء تكثفت والاحتلال يتلكأ
زهران ممداني.. مسلم اشتراكي ومؤيد لفلسطين يقترب من منصب عمدة نيويورك
كتائب القسام وسرايا القدس تدمران آليات إسرائيلية بخان يونس.. وجيش الاحتلال يقر بمقتل 7 جنود
بعد تقرير الاستخبارات.. ترمب: برنامج إيران النووي عاد عقوداً إلى الوراء بعد تدميره بالكامل
وزيرا دفاع تركيا وهولندا يوقّعان إعلان نيات خلال قمة الناتو في لاهاي
الاحتلال يواصل عمليات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية ويهدم 623 منزلاً بالقدس منذ 7 أكتوبر
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us