جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي الثلاثاء خلال مراسم الاحتفال بالذكرى الـ954 لمعركة ملاذكرد التاريخية، التي أقيمت في حديقة وطنية تحمل الاسم نفسه بولاية موش شرقي تركيا.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تدافع عن حقوق غزة عبر الدبلوماسية والاتصالات الهاتفية مع قادة ومسؤولين عالميين، والاجتماعات الدولية، إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية تجاوزت 102 ألف طن.
وشدّد الرئيس التركي على أن بلاده لا تترك أشقاءها في غزة وحدهم في مواجهة المظالم الإسرائيلية، مؤكداً أن تركيا تمثل الملاذ الأكثر أماناً لإخوتها خارج حدودها في أوقات الشدائد.
كما جدّد أردوغان دعم تركيا لتحقيق السلام الدائم في المنطقة وحل المشكلات عبر الحوار والدبلوماسية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفاً و744 شهيداً، و158 ألفاً و259 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلاً حتى الاثنين.
وتطرق الرئيس التركي في كلمته إلى الأوضاع في سوريا، مؤكداً أن بلاده الضامن لأمن واستقرار وسلامة الأكراد وجميع المكونات الأخرى، وأن من يتجه نحو أنقرة ودمشق هو الرابح.
وتابع: "لقد رأينا ذلك في العراق في السابق، ورأيناه طوال 14 عاماً في جارتنا سوريا، ورأيناه من قبل في البلقان والقوقاز وفي كثير من المناطق الجغرافية التي ترتبط معنا بالود. وغداً أيضاً سيكون الشعب التركي وتركيا هما مقصد الأمان لِمَن يتعرضون للظلم والتهميش والاضطهاد ولِمَن يواجهون الموت".
وشدّد أردوغان بالقول :"لا ينسينَّ أحد أنَّنا نحن الأتراك والعرب والأكراد سنعيش في هذه الرقعة الجغرافية جنباً إلى جنب إلى يوم القيامة"، واستطرد: "حتى بعد أن ينسحب أولئك الذين يتغذّون من دماء المسلمين من مسرح التاريخ، سنبقى نحن هنا".
وبشأن الحرب على الإرهاب، قال الرئيس التركي: "قطعنا والحمد لله في فترة قصيرة شوطاً مهماً في مسار تركيا بلا إرهاب الذي بدأناه لهدم جدران الفتنة التي نُسجت بين أفراد شعبنا"، وأضاف: "رغم كل أنواع العقبات، وكل أنواع العراقيل، فإننا نناضل حرفياً من أجل تركيا عظيمة وقوية، مهما قيل بحقنا فإننا سنتصرف بالموقف الذي يناسبنا ويليق بشعبنا من دون انحناء أو خضوع أو تردد لأحد".
وأشار أردوغان إلى أنه "من المؤكد أنه كلما تقدمت تركيا في طريق حل مسألة الإرهاب بشكل كامل، فستزداد الهجمات والمكائد ضدها"، ومضى قائلاً:" بإذن الله، وبدعم شعبنا، لن يستطيع أحد الوقوف أمام جوّ الأمل الذي تشكل. وأولئك الذين طالما استفادوا من الانقسام والتمزق والشقاق بين الإخوة على مدى سنوات، بإذن الله، لن ينتصروا هذه المرة".
وتقود الحكومة التركية منذ أشهر "مسار تركيا بلا إرهاب" بهدف إيجاد حل جذري لمشكلة الإرهاب التي تواجهها البلاد منذ نحو 4 عقود.
وفيما يتعلق بمعركة ملاذكرد، أشار الرئيس التركي إلى أن ذكرى النصر الـ954 تحمل رسالة قوية مفادها "نحن هنا، وباقون هنا حتى قيام الساعة".
وقدم الرئيس التركي تحية للأرواح الخالدة للقائد السلطان ألب أرسلان وجنوده الأبطال، مستذكراً خطبة السلطان التي ألقاها قبل المعركة لتحفيز جنوده على النصر أو الشهادة.
وخاطب أردوغان الحضور قائلاً: “إن القيم التي ضحّى من أجلها أبطال معركة ملاذكرد، والتي تمثل مزيجاً روحياً من شعوب الأناضول المختلفة، لا تزال حاضرة ومتجذرة في تركيا حتى اليوم”.