وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 84 شهيداً، و338 إصابة، وأوضحت أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة".
وذكرت أن حصيلة ضحايا منتظري المساعدات ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى ألفين و356 شهيداً و17 ألفاً و244 مصاباً، بعد استشهاد 17 فلسطينياً وإصابة 174 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
ومنذ فجر اليوم الخميس، قتل جيش الاحتلال 27 فلسطينياً بقصف استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة مع استمرار عمليات النسف وتدمير المنازل بمدينة غزة، وسط توقعات أن تتصاعد كارثية الأوضاع اللا إنسانية في غزة، جراء إطلاق الجيش رسمياً مساء الأربعاء، عدواناً باسم "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل.
وفي التفاصيل، استشهد 5 فلسطينيين بينهم 3 أطفال وسيدة في محيط دوار أبو مازن بحي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، وأفاد شهود عيان باندلاع حريق في الخيمة المستهدفة جراء القصف الإسرائيلي.
كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون، بقصف الطيران الإسرائيلي منزلاً في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، بينما لا يزال عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل. وفي حي الدرج بمدينة غزة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بقصف استهدف منزلاً في الحي، بينما أصيب عدد آخر منهم استُهدف من مُسيرة إسرائيلية لخيام نازحين في محيط برج الإيطالي بحي النصر غربي المدينة.
في الأثناء، أفاد شهود عيان بتنفيذ جيش الاحتلال عمليات نسف عنيفة وتدمير للمنازل والمنشآت بالمركبات العسكرية المفخخة، في منطقة شرق بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف في المنطقة.
وفي آخر الهجمات على المدينة، قتل قصف إسرائيلي طفلة فلسطينية وأصاب آخرين، باستهداف خيمة نازحين بحي الشيخ رضوان، وفق مصدر طبي بمستشفى "الشفاء". كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، باستهداف مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين جوار مستشفى "الشفاء"، وفق ذات المصدر.
بينما استهدفت غارة إسرائيلية بناية سكنية في شارع مشتهى بحي الشجاعية شرق المدينة، ما أدى إلى استشهاد زوجين فلسطينيين، بالإضافة إلى عدد من الإصابات، وفق مصدر طبي بـ"المستشفى المعمداني".
ووسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى بـ"وصول شهيد جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه منتظري المساعدات في محيط منطقة كيسوفيم شرق دير البلح وسط قطاع غزة".
كما أصيب عدد من الفلسطينيين باستهداف من مسيرة إسرائيلية لخيمة نازحين في شارع العشرين بمخيم النصيرات. وفي وقت لاحق، أفاد مصدر طبي باستشهاد 7 فلسطينيين من عائلة واحدة "أبو العيش" بينهم 4 أطفال وسيدة، جراء استهداف من مسيّرة إسرائيلية لخيمتهم بمخيم النصيرات وسط القطاع.
واستمراراً للجرائم بحق طالبي المساعدات، قال مصدر طبي بـ"مستشفى ناصر" جنوب القطاع، إن جيش الاحتلال قتل 3 فلسطينيين من منتظري المساعدات بالرصاص شمال مدينة رفح. بينما أفاد المصدر لاحقاً، بوصول شهيدين فلسطينيين إلى المستشفى، من منتظري المساعدات الذين استهدفهم الجيش بمدينة رفح.
وفي مدينة خان يونس، أصيب عدد من النازحين جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمتهم بمنطقة مخيم الشافعي غربي المدينة، وفق مصدر طبي.
الجيش ينسف مدرسة ويتخذها مركزاً لآلياته
واليوم الخميس، نسف جيش الاحتلال مدرسة الفرقان الأساسية للبنات في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ضمن عدوانه المتواصل منذ أسابيع على المدينة تمهيداً لاحتلالها بالكامل. وأظهر مقطع مصور التقطته مسيّرة إسرائيلية لحظة تفجير المدرسة وتسويتها بالأرض، وسط دمار واسع طال المباني والشوارع المحيطة.
وكان الجيش اتخذ من المدرسة خلال الأيام الماضية مركزاً لدباباته وآلياته المشاركة في العملية العسكرية، قبل أن يقدم على تفجيرها. وعادة ما يتخذ جيش الاحتلال من المباني والمنازل في المناطق التي يجتاحها في غزة، مقراً لتجمع آلياته وجنوده، قبل أن يضرم فيها النار أو ينسفها بعد انتهاء عملياته فيها.
ويستخدم الجيش في عمليات النسف مركبات عسكرية وآليات قديمة مفخخة، يسميها الفلسطينيون محلياً "الروبوتات"، وتُحدث دماراً هائلاً على نطاق واسع محدثة أصواتاً مرعبة يسمع صداها على بعد عشرات الكيلومترات.
ويأتي ذلك في إطار العدوان الذي بدأ على مدينة غزة في 13 أغسطس/آب الماضي وأدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 1100 فلسطيني وإصابة 6008 آخرين، إلى جانب دمار واسع في آلاف المنازل والمباني، وفق وزارة الصحة بغزة.
ارتفاع حصيلة شهداء التجويع وسط مطالبات برفع الحصار
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة تسجيلها 3 حالات وفاة نتيجة المجاعة التي يفرضها جيش الاحتلال التي أدت إلى سوء التغذية، ما يرفع الإجمالي إلى 370 بينهم 131 طفلاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشارت الوزارة إلى أنه منذ إعلان منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" عن المجاعة في غزة، سُجلت 92 حالة وفاة، بينهم 16 طفلاً.
وأعلنت المنظمة في 22 أغسطس/آب الماضي "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)" وتوقعت أن "تمتد إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الجاري".
بدورها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الخميس، أن عائلات في قطاع غزة تُركت بلا ضروريات الحياة، مجددة الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ستة أشهر.
وقالت الوكالة في بيان عبر منصة "إكس" إن سكان القطاع بحاجة ماسة إلى مستلزمات الإيواء مثل الفرش والبطانيات والخيام، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدات فور السماح بدخولها.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي تغلق إسرائيل جميع المعابر أمام المساعدات، ما تسبب في تفاقم المجاعة بالقطاع رغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود، وفق الوكالة.
وسمحت قبل شهر بدخول عدد محدود جداً من شاحنات المساعدات لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين، ولا تزال المجاعة مستمرة، إذ يتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إنها تحظى بحماية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.