وقالت حركة حماس في بيان السبت، إنها "منفتحة على أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً لقوات الاحتلال من القطاع، ودخولاً غير مشروط للمساعدات، وتبادل أسرى حقيقاً من خلال مفاوضات جادة عبر الوسطاء".
وجددت الحركة التزامها الموافقة التي أعلنتها مع الفصائل الفلسطينية، على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في 18 أغسطس/آب الماضي.
وفي 18 أغسطس/آب وافقت حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم تردّ على الوسطاء رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووافقت عليه تل أبيب.
في غضون ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية السبت، باستئناف المحادثات بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس خلال الأيام الأخيرة، بعد انقطاع استمر لأسابيع.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر أمريكية وعربية قولها إن المحادثات بين واشنطن وحماس استؤنفت في الأيام الأخيرة، لكن واشنطن لن تمنع إسرائيل من التقدم نحو مدينة غزة، معتبرة أنّ استئناف المحادثات جاء بعد فشل الوسيطين مصر وقطر، في التوصل إلى صيغة تسمح باستئناف مفاوضات إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وبحسب المصادر فإن الموقف الأمريكي يقوم على أن "السبيل الوحيد لوقف القتال هو التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويضمن إطلاق سراح جميع المختطفين"، مشيرة إلى أن الرسالة التي نُقلت هي ضرورة بلورة إطار تفاوضي عاجل مع إسرائيل.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن الجمعة أن بلاده تُجري مفاوضات "مكثفة للغاية" مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل، مؤكداً مطالبة واشنطن بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت حماس بوضوح أن إطلاق سراح الأسرى سيؤدي إلى "أمور أفضل بكثير"، محذّراً من أن الامتناع عن ذلك سيجعل الوضع "سيئاً للغاية"، مشيراً إلى أن المفاوضات تشمل بحث إطلاق 20 أسيراً إسرائيلياً، في حين تقدّر واشنطن مقتل نحو 30 أسيراً آخرين.
وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، 20 منهم أحياء، فيما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً قتل عديداً منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأعلنت حركة حماس مراراً استعدادها لإبرام صفقة شاملة مع إسرائيل لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعاً مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يرفضها ويصرّ على مقترحات جزئية تتيح له المماطلة ووضع شروط جديدة في كل مرحلة تفاوض.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة خلّفَت 64 ألفاً و368 شهيداً، و162 ألفاً و367 مصاباً من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينياً بينهم 135 طفلاً.