في السادس من أيلول/سبتمبر 2024، شاركت عائشة نور في مظاهرة سلمية أسبوعية ببلدة بيتا قرب نابلس، احتجاجاً على مستوطنة إسرائيلية غير قانونية. وبينما لجأت مع آخرين إلى بستان زيتون، أطلق قنّاص إسرائيلي رصاصتين، أصابت إحداهما شاباً فلسطينياً، فيما اخترقت الثانية رأس عائشة مباشرة. نُقلت إلى مستشفى نابلس، لكن الأطباء فشلوا في إنقاذها، وأُعلن عن استشهادها بعد ساعات قليلة.
تركت عائشة نور خلفها مسيرة مليئة بالنضال الإنساني، إذ دعمت قضايا المهاجرين، ونظمت حملات إغاثة، وشاركت في وقفات مناهضة للاحتلال منذ سنوات مراهقتها.
مقتلها لم يكن حادثاً معزولاً، بل جزءاً من نهج متكرر وإجرام متواصل، سبق أن أودى بحياة متطوعين آخرين في حركة التضامن الدولي (ISM) مثل الناشطة الأمريكية راشيل كوري والبريطاني توماس هورندال عام 2003. ورغم مناشدات أسرتها لتحقيق مستقل، سمحت واشنطن للاحتلال الإسرائيلي بالتحقيق مع نفسه، فانتهى الأمر إلى تبرئة الجنود. وفي الوقت ذاته، واصلت الإدارة الأمريكية دعم تل أبيب بمليارات الدولارات، متجاهلة القوانين التي تمنع تمويل جهات أجنبية منتهكة لحقوق الإنسان.
عام مضى، ولا تزال العدالة غائبة. أصدقاء عائشة وعائلتها يواصلون المطالبة بالمحاسبة، فيما تتصاعد الانتقادات للسياسيين الأمريكيين الذين يكتفون بتقديم التعازي بينما يغضون الطرف عن منح الحصانة لقاتلي مواطنة أمريكية.
وبعد نحو عامين من الإبادة في غزة، والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة، تحولت صورة تخرج عائشة نور، بابتسامتها المشرقة وكوفيتها الفلسطينية، من مشهد للأمل إلى أيقونة لفقدان فادح يعكس مأساة الفلسطينيين وأنصارهم حول العالم.