ولفت تكين خلال لقائه مع المسؤولين السوريين إلى أن الوزيرين تركو والحلبي يوليان أهمية كبيرة لخبرات تركيا وتجاربها في قطاع التعليم، وطلبوا الدعم في هذا الإطار، مؤكداً أن المباحثات في دمشق جرت في أجواء إيجابية للغاية، وركزت على إعادة تنظيم العملية التعليمية والمناهج وتصميم الكتب الدراسية، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال إعداد المعلمين.
وذكر الوزير التركي أنّ أنقرة تسعى إلى دعم الجارة سوريا لتصبح دولة مستقلة وقوية وقادرة أن تقف على قدميها، مبيناً أن "تطوير العلاقات بين البلدين، وخاصة في مجال التعليم، سيخدم استقرار المنطقة، ويساهم في تحقيق هدف تركيا في بناء بيئة خالية من الإرهاب"، وفق حديثه لوكالة الأناضول.
وتابع تكين: "بعد أن وصل زملاؤنا على مستوى المديرين العامين بالعلاقات إلى نقطة معينة من خلال زياراتهم، جئنا نحن أيضاً إلى دمشق"، مشيراً إلى أنه بحث مع الوزيرين تركو والحلبي "المرحلة التي جرى الوصول إليها وخريطة الطريق المقبلة".
واستكمل الوزير التركي قائلاً: "نحن هنا لنعبّر عن وقوفنا إلى جانب أشقائنا السوريين في كل ما من شأنه أن يقوي سوريا"، مضيفاً: "هناك العديد من المجالات التي يمكن العمل فيها مع سوريا بدءاً من إعادة تنظيم العملية التعليمية والتربوية إلى تصميم المناهج الدراسية والكتب، وفي هذا الإطار شكّلنا فرقاً مشتركة، وقيّمنا كيفية المضي قدماً".
وبيّن تكين أن إعادة تصميم المناهج كانت من بين المطالب الأساسية للمسؤولين السوريين، مؤكّداً أن تركيا ستقدم الدعم في هذا المسار. وشدّد تكين أن بلاده ستتقاسم خبراتها مع سوريا في مجال إعداد وتدريب المعلمين.
وأشار إلى أن 800 ألف طالب سوري على الأقل تلقوا تعليمهم في المدارس التركية خلال العام الدراسي الماضي، موضحاً أن التنسيق من أجل عودتهم الطوعية والآمنة إلى بلدهم يتطلب مواءمة مستوياتهم التعليمية في سوريا، وهو ما يشمل إعداد تشريعات وتنظيم الامتحانات ومسائل فنية.
ولفت الوزير التركي إلى أنه سيجري إطلاق عملية تعاون شاملة بين تركيا وسوريا: "سوف نقيم تعاوناً يليق بحقوق البلدين الجارين، وسنطور علاقاتنا بطريقة تجعلها نموذجاً يُحتذى به للعالم"، مذكّراً بتوجيهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن دعم سوريا كقوة مستقلة وحرة، وقال إن "اللقاءات في دمشق صيغت بما ينسجم مع هذه الرؤية".
وعقب اختتام زيارته عاد الوزير تكين والوفد المرافق له إلى تركيا عبر مطار دمشق الدولي.
وبسطت فصائل سورية في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 سيطرتها على البلاد منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 عاماً من سيطرة عائلة الأسد.