جاء ذلك في مقابلة مع وكالة أنباء "ريا" الروسية نُشرت الجمعة، تعليقاً على جهود دول "تحالف الراغبين" في الغرب لنشر قوات في أوكرانيا بهدف توفير ضمانات أمنية لها.
وأشار بيسكوف إلى أن القوات العسكرية الأجنبية لا يمكن أن توفر ضمانات أمنية لأوكرانيا، وأن هذا الأمر لن يناسب روسيا.
وشدّد على ضرورة توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا وروسيا على حد سواء.
والخميس أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس، أن 26 دولة من "تحالف الراغبين" تعهّدت بنشر قوات ضامنة في أوكرانيا أو الوجود "برّاً أو بحراً أو جواً"، مبيناً أن الهدف ليس خوض حرب ضد روسيا، بل حماية السلام.
بدوره قال زيلينسكي إن عضوية الاتحاد الأوروبي هي من الضمانة الأمنية الأساسية لأوكرانيا، لأنها توفر لها الأمن السياسي والجيوسياسي والاقتصادي.
واستضاف ماكرون الخميس قمة عبر الإنترنت لقادة "تحالف الراغبين" عُقدت برئاسة مشتركة بين فرنسا وبريطانيا.
و"تحالف الراغبين" هو تشكيل دولي أُعلنَ عقب قمة عُقدت بلندن في مارس/آذار الماضي، جمعت قادة أوروبيين وممثلي منظمات دولية بهدف مناقشة آليات تعزيز السلام في أوكرانيا.
ولفت بيسكوف إلى توقيع مسودة اتفاق بالأحرف الأولى بين روسيا وأوكرانيا في مفاوضات إسطنبول عام 2022 بوساطة تركية.
وأضاف: "إذا قرأتم بعناية بنود الاتفاقات التي وُقّع عليها بالأحرف الأولى في إسطنبول عام 2022، فسترون أن جميع الضمانات الأمنية فيها، وبالكامل هناك".
وتابع: "هل هناك ضمانات أخرى ممكنة؟ نعم، بالطبع، كل هذه الأمور يمكن ويجب أن تكون موضوعاً للمفاوضات".
وأوضح بيسكوف أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تستمر ضمن صيغة إسطنبول.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت المحادثات يمكن أن تستمر بصيغة إسطنبول إذا رُفِعَ مستوى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، قال بيسكوف: "يمكن ويجب مواصلة هذه الأعمال".
وأشار إلى أن وفد التفاوض مع أوكرانيا يمكن رفعه إلى المستوى السياسي إذا لزم الأمر، لكنه أوضح أن المستوى الحالي للوفد يُعتبر رفيعاً للغاية.
وقال متحدث الكرملين: "قبل أي لقاء على مستوى عالٍ أو على أعلى مستوى، يجب أداء كثير من العمل لحلّ المشكلات الصغيرة والمسائل الفنية".
وفي مارس/آذار 2022 استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
ووقّع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/تموز 2022 بوساطة تركيا والأمم المتحدة، لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة على معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية، ومُدّدت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلّق موسكو العمل بها في 17 يوليو/تموز 2023.
واستضافت إسطنبول جولات جديدة من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في يوليو/تموز ومايو/أيار ويونيو/حزيران 2025، أسفرت عن اتفاقيات بشأن إخلاء سبيل آلاف الأسرى من الطرفين.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلِّي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تَدخُّلاً" في شؤونها.