جاءت تصريحات قاسم الجمعة، في كلمة متلفزة أُذيعت من مدينة بعلبك شرقي لبنان خلال إحياء أربعينية الإمام الحسين.
وقال: "المقاومة لن تسلم سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر لمواجهة المشروع الإسرائيلي–الأمريكي مهما كلفنا ذلك، ونحن واثقون بالنصر".
واتهم قاسم الحكومة اللبنانية بتنفيذ ما وصفه بـ"الأمر الأمريكي–الإسرائيلي" الهادف إلى إنهاء المقاومة، محذراً من أن قرار تجريد الحزب من سلاحه "يسلم لبنان لإسرائيل" وقد يقود إلى "حرب أهلية وفتنة داخلية".
وأضاف: "دور الحكومة هو تأمين الاستقرار وإعمار لبنان، وليس تسليم البلد لمتغوّل إسرائيلي لا يشبع وطاغية أمريكي لا حدود لطمعه".
وحمّل قاسم الحكومة "كامل المسؤولية" عن أي توتر داخلي، مطالباً إياها بوقف العدوان وإخراج إسرائيل من لبنان، مؤكداً استعداد الحزب لتقديم "كل التسهيلات" خلال مناقشة القضايا المرتبطة بالأمن الوطني والاستراتيجي.
كما حذر من أن الاحتجاجات الشعبية الرافضة لتسليم السلاح "قد تصل إلى السفارة الأمريكية" في بيروت.
وفي 5 أغسطس/آب أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح، بما فيه سلاح "حزب الله"، بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال هذا الشهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
وحذر عضو البرلمان اللبناني عن "حزب الله" علي فياض، في مؤتمر صحفي باليوم نفسه، من احتمالية تحويل المشكلة اللبنانية-الإسرائيلية إلى لبنانية داخلية، ودعا إلى الاحتياط من هذا السيناريو.
يأتي ذلك بعد أن زار المبعوث الأمريكي توماس باراك لبنان في يوليو/تموز الماضي، وتسلم رداً من الرئيس جوزيف عون على مقترح واشنطن المتعلق بسلاح "حزب الله" وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
وتركز رد بيروت، حسب بيان للرئاسة اللبنانية، على "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة (الجيش) وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية"، دون الكشف عن كامل مضمون الرد.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 281 قتيلاً و591 جريحاً، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.