جاء الإعلان في مؤتمر صحفي عقده رئيس "مؤتمر غزة" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي في إسطنبول الذي سيعقد تحت شعار: "غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية".
ويأتي تنظيم المؤتمر بحسب القره داغي: "إيماناً بالواجب المفروض على العلماء والأمة جمعاء أن يقفوا مع غزة وفلسطين، وأن يحملوا أمانة الدفاع عن قضاياها العادلة، ونصرة شعبها المظلوم بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة".
وينطلق المؤتمر بتلاوة بيان بعد صلاة الجمعة المقبلة من أمام "مسجد السلطان أيوب"، ويضم العديد من ورش العمل، ويختتم أعماله ببيان ختامي سيقرأ أمام "مسجد أيا صوفيا الكبير" بعد صلاة الجمعة الموافقة 29 أغسطس/آب.
ووصف القره داغي الأزمة الإنسانية في غزة بأنها: "أخطر كارثة في تاريخنا الحديث"، قائلاً: "نقف اليوم أمام أخطر كارثة في تاريخنا الحديث، بل في تاريخ البشرية قاطبة، كارثة الإبادة الجماعية التي تستهدف أكثر من مليونين ونصف المليون من أهلنا في غزة الصابرة الصامدة، حيث يُقتلون بكل صنوف الأسلحة الفتاكة، ويُحاصرون بالجوع والعطش".
وقال: "ها هي شعوب العالم الحر تهبّ تثور تنتفض وتعلن رفضها لهذه الجريمة النكراء، بينما تعيش أمتنا الإسلامية والعربية بين عجزٍ مؤلم وتقاعسٍ مخزٍ وتآمرٍ فاضح من بعض الأنظمة مع العدو الغاصب"، وأوضح بأن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالتعاون مع وقف علماء الإسلام، ومع ثلة من علماء العالم الإسلامي قرروا عقد هذا المؤتمر تحت شعار: "غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية".
ويسعى المؤتمر إلى "تحشيد الأمة الإسلامية والإنسانية لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية إلى غزة"، وكذلك تحقيق التحالف الإسلامي لمنع "الإبادة الجماعية والنازية والعنصرية تحت أي غطاء"، ويهدف أيضاً لتحقيق "حلف الفضول الإنساني" لمنع الانتهاكات الخطيرة للمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم العقوبات العادلة.
ومن الأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها التوصل لإعلان إسطنبول لحلف للمؤسسات الحقوقية والبرلمانية والإنسانية على مستوى العالم، لمنع العدوان في غزة وعدم تكرارها، كما يسعى المشاركون لتشكيل وفد لزيارة رؤساء الدول للتعاضد لأجل تحقيق أهداف المؤتمر الذي يهدف لتشكيل مؤسسة، أو لجنة دائمة لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر.
ومن أهم النقاط التي شدد عليها القره داغي في حديثه مع الأناضول: إيصال رسالة إلى الفلسطينيين بغزة مفادها: "كلنــا معــك يــا غـزة العــزة"، وأشار إلى أنّ فكرة "مؤتمر غزة" جاءت انطلاقاً من تفاقم الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وبين أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قام بالكثير تجاه غزة منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأراد من خلال "مؤتمر غزة" بالتعاون مع وقف علماء الإسلام في تركيا أن يبلور كل هذه الأعمال.
وقال: "هذا مؤتمر نوعي علمي قائم على ورش العمل، ويضم نحو 28 ورشة عمل تتوزع على قضايا الأمة، انطلاقاً من غزة وصولاً إلى الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية ووحدة الأمة الإسلامية"، وأوضح أن المؤتمر يأتي بالتوازي مع التعاطف الدولي والإنساني مع الفلسطينيين في غزة، ويشارك فيه علماء من 50 دولة.
وبين القره داغي أن المؤتمر المرتقب ومن خلال ورش العمل يهدف للخروج بمشروع حضاري ورؤية شاملة تجاه القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن أهم ما يسعى إليه المؤتمر تحقيق تحالف إسلامي من الدول انطلاقاً من الرؤية التي طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبالتوازي مع الدول يسعى المؤتمر بحسب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتشكيل "حلف الفضول" القائم من تحالف المؤسسات والمنظمات والمجتمعات المتعاطفة مع غزة في جميع أنحاء العالم.
وقال أيضاً:" نسعى لتشكيل إعلان إسطنبول القائم على تحالف المؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية بالانتهاكات التي تحدث في غزة."، وأضاف: "هدفنا في نهاية المطاف وقف العدوان (الإسرائيلي) على غزة وفضح الاحتلال، وقد فُضحوا وساءت وجوههم، ونبين للعالم بأن المقاومة في غزة مقاومة مشروعة وليست إرهاباً".
وأوضح رئيس الاتحاد أن المؤتمر يسعى للتواصل مع رؤساء الدول، ويبين لهم أن "غزة ليست وحدها مهددة بل أيضاً الأردن ومصر وسوريا وبقية الدول من خلال ما مشروع إسرائيل الكبرى"، وأشار في هذا الإطار إلى أن الاتحاد أرسل عدة رسائل إلى قادة الدول منها تركيا وإندونيسيا وماليزيا وباكستان والسعودية وقطر والجزائر تضمن مجموعة من المقاربات منها :"الإعلان عن مقاطعة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية"، وختم بالقول: "نسعى لتشكيل لجنة من العلماء من أجل زيارة الرؤساء هذه الدول".
ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار المستمر والقصف الإسرائيلي المتواصل، حيث يفتقر الفلسطينيين إلى الغذاء والماء والدواء، بينما تؤكد منظمات الإغاثة أن إسقاط المساعدات جواً لا يلبي سوى جزء ضئيل من احتياجات المدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة 62 ألفاً و122 شهيداً، و156 ألفاً و758 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.