وقالت الهيئة (رسمية) في تحقيق نشرته اليوم الثلاثاء، إن الصور التي نشرها جيش الاحتلال في أغسطس/آب وادعى أنها لنفق في محور فيلادلفيا "غير صحيحة"، مؤكدة أنه "لم يكن نفقاً وإنما قناة مغطاة بالتراب".

وأضافت: "لم يوجد نفق قط، بل قناة مغطاة بالتراب"، مبينة أن الهدف من هذه الكذبة "المبالغة بأهمية محور فيلادلفيا وتأخير صفقة الرهائن"، على حد قولها.

ومطلع أغسطس/آب 2024 نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي صورة لسيارة عسكرية تخرج من حفرة، ليعلن آنذاك "اكتشافه نفقاً ضخماً بارتفاع 3 أمتار، يمكن للسيارات أن تمر من خلاله".

وفي السياق، نقلت هيئة البث عن وزير الدفاع المقال يوآف غالانت تأكيده كذب الجيش في هذه المسألة، قائلاً: "لم يكن نفقاً، وإنما محاولة لمنع اتفاق لوقف إطلاق النار".

وأعلن غالانت (المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة) في التحقيق أن ما عُثر عليه في محور فيلادلفيا آنذاك هو قناة بعمق متر واحد فقط، جرى تغطيتها بالتراب وتسويقها للجمهور على أنها نفق أعمق من أجل منع التوصل إلى صفقة مع حركة "حماس".

وانتشرت صورة النفق المزعوم في ذروة الجدل داخل إسرائيل حول أهمية الاستيلاء على محور فيلادلفيا وعدم التوصل إلى صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة.

وتشترط "حماس" وقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من أنحاء قطاع غزة من أجل التوصل إلى أي اتفاق بشأن الأسرى الإسرائيليين.

بدورها، استغلت إسرائيل صورة النفق الملفق لترويج موقفها وتبرير عدم انسحابها من محور فيلادلفيا في إطار أي اتفاق، حسب الهيئة العبرية، فيما لم يعلق جيش الاحتلال على التحقيق.

وفي مايو/أيار 2024، احتلت إسرائيل محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح البري بين غزة ومصر، وهو ما ترفضه الفصائل والسلطة الفلسطينية والقاهرة.

ووفقاً لتقارير إعلامية عبرية، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببقاء جيش الاحتلال في محور "فيلادلفيا" بذريعة أنه يمثل "أنبوب أكسجين لحركة حماس"، ومدعياً أن الحركة "توظفه لتهريب الأسلحة"، متحدياً الموقف الإقليمي وفي مقدمته مصر وحركة "حماس".

ويعتبر "فيلادلفيا" إحدى أبرز نقاط الخلاف الراهنة بين تل أبيب وحركة "حماس" التي تصر على انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.

وبشكل متكرر تنفي مصر وحركة "حماس" وجود أي أنفاق بمنطقة محور فيلادلفيا.

وكان من المفترض أن تنسحب تل أبيب من محور فيلادلفيا بموجب مراحل اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بين "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي، والتزمته الحركة الفلسطينية، وتنصلت منه تل أبيب.

لكن مطلع مارس/آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، وتنصل نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية- من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية في غزة في 18 من الشهر ذاته، استجابة للجناح الأشد تطرفاً في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وضرب نتنياهو بتنصله أي مراحل كانت مقررة وفق اتفاق وقف إطلاق النار، بينها الانسحاب من قطاع غزة شريطة الإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين.

وتقدر تل أبيب وجود 59 محتجزاً إسرائيلياً بقطاع غزة، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.